محاضرة لماجدة داغر حول الإعلام في زمن التحولات الكبرى في مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة-البحرين

Views: 259

 شاركت الإعلامية والشاعرة اللبنانية ماجدة داغر في الموسم الثقافي في البحرين، الذي دعت اليه رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمدآل خليفة للثقافة والبحوث الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، بعنوان “محكومون بالأمل”، ومشاركة نخبة من الوجوه الثقافية من العالم.

وألقت داغر محاضرة بعنوان “الإعلام في زمن التحولات الكبرى: تحديات، دور ورسالة،” في مسرح المركز في منطقة المحرق حيث العديد من البيوت التراثية التي رممتها الشيخة آل خليفة وحوّلتها إلى واحة ثقافية تستقطب السياحة التراثية في مملكة البحرين من جميع أنحاء العالم.

حضر اللقاء السفير اللبناني في مملكة البحرين ميلاد نمور ووجوه إعلامية وثقافية وأعضاء من مجلس أمناء المركز، كما بثت المحاضرة عبر تقنية البث المباشر لقناة يوتيوب الخاصة بالمركز.

قدم الإعلامية داغر عضو مجلس الأمناء في مركز الشيخ إبراهيم الإعلامي والشاعر والإذاعي العريق في البحرين الدكتور حسن كمال بكلمات تعريف وترحيب بالضيفة، وقال:” يسعدنا أن نلتقي بالإعلامية والشاعرة والباحثة ماجدة داغر التي سعدنا باستضافتها قبل سنوات كشاعرة في بيت الشعر، أما في هذا المساء فإننا نلتقي بها كإعلامية متمرسة تحدثنا عن التحديات الكبيرة التي يواجهها الإعلام ويوجهها الإعلام. التحديات التي تشمل العالم حول كل القضايا البشرية التي تحيط بنا. داغر كباحثة وصحافية كتبت الكثير ومارست عدة أنشطة ثقافية وشاركت في مؤتمرات ولقاءات وقدمت أوراقا بحثية، فحازت معرفة واسعة في هذا المجال الحيوي المهم”.

بعد شكرها وترحيبها بالحضور، بدأت داغر محاضرتها بكلمة وجدانية عن لبنان ربطا بما شاهدته في المشهد الثقافي البحريني، وقالت: ” تذكرت بيروت في ألقها، بيروت لؤلؤة الشرق ومنارة المتوسط والوجه الحضاري والمختبر الثقافي وجامعة العرب ومستشفى العرب ودار نشر العرب والسياحة والثقافة والفنون والجمال”.

ثم تحدثت عن أبرز التحديات التي تواجه الإعلام اليوم في ظل التحولات الكبرى والعولمة، وعن دوره الرسولي الذي تفتقده المجتمعات اليوم. ومما جاء في كلمتها: “بعيدا عن الدور السلطوي السياسي في الإعلام، نقطة أخرى أساسية ساهمت في إفقاده بعض سطوته الإيجابية، وتتمثل في انحيازه إلى تقديم مواد إعلامية تفتقد للمحتوى المهم والمضمون الهادف، وبالتالي الابتعاد عن المستوى الراقي للمادة الإعلامية، وذلك بهدف الرايتينغ الذي أدخل جزءا كبيرا من الإعلام في صناعة الاستهلاك والتسطيح والتفاهة، فانقلبت الميم في الإعلام إلى نون ليصير الهدف الإعلان وليس الإعلام برسالته العظيمة”.

وتناولت داغر في محاضرتها تأثير الإعلام الرقمي، وقالت:” بعيدا عن المركزية الإعلامية، أصبح الخطاب الإعلامي في متناول جميع الناس، يديرونه، يتحكمون بمساره وبالتالي بمصير المتلقي، خصوصا أنه يتوجه إلى الشرائح كافة بأذواقها وثقافاتها وميولها وتوجهاتها وتطلعاتها، وأيضا بقلة حيلتها عندما يستدعي الخبر وعيا معرفيا وثقافيا. إذا، أصبحت المنابر والمنصات والصفحات مباحة ومتاحة للجميع من غير العارفين وغير المتخصصين، ما أشاع فوضى عارمة استطاعت حرف الرسالة الإعلامية عن عمق دورها ورؤيتها الهادفة. وساهم في ذلك شيوع مواقع التواصل الاجتماعي وضرورتها في حياة الفرد المهنية والاجتماعية والسياسية والدعائية والتجارية إلخ”.

وتابعت: “عندما تتفلت الصورة الإعلامية من الضوابط والقواعد والرقابة الذاتية المفقودة عند غير ذوي الاختصاص والمعرفة، يصير الإعلام مشاعا فوضويا لا مالك له يحميه من الطارئين، ويصير رزقا سائبا يطأه أي عابر. وهذه الصورة تجعلنا نرى بوضوح الخلل التركيبي والتأسيسي لمستقبل غائم وغير متوازن. وهنا تكمن خطورة عدم إتقان المهنة، أو عدم الالتزام بالقواعد والمعايير والضوابط، وعدم الإلتزام يؤدي إلى تفكك المجتمعات، والابتعاد عن القيم وتكريس الفوضى واللاثقافة واللاوعي المجتمعي، وإرساء لغة تخاطب لا تشبهنا”.

وختمت داغر محاضرتها بمقولة للشاعر والسفير والوزير الدكتور غازي القصيبي: “الإعلام سلاح فعال، ولكنه ككل الأسلحة ذو حدين”.

وبعد نقاش مع الحضور، كرم مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة داغر بهدية رمزية هي عبارة عن شعار المركز قدمها لها الدكتور كمال تقديرا لمشاركتها”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *