لماذا خُلِقَ الكذب؟

Views: 323

مي جان يزبك

وكانت الكائنات؛ وكانت الواقعيّة والخيال والرياضيات…

قال مارك توين: هناك ثلاثة أنواع من الكذب، الكذب، الكذب الملعون والأحصائيّات

  Les mensonges, les mensonges maudits et les statistiques.  Marc Twain

اين مجتمعنا منها؟ إذا استسهلت الكذب بحجة انواعه بين الكذب الأبيض  والكذب المجبر عليه لتخلص نفسك والكذب الذي تتجاهر به لتفرض قوتك على كل من حولك، والكذب بنيّة سيّئة وغيره بنوع يلاقي استحساناً عند أصحاب العقول البسيطة والساذجة وكذب تستعمله سلاحاّ ضد الأشرار والمجتمع، يعني تختبئ خلفه لدواعٍ مرضيّة أو لحماية نفسك من شيء ما من تصرّف سيئ قمت به وكان خطأ ما بعده خطأ وماذا عن الكذب الذي يترسّخ في الجينات حيث يقع تحت مُسَمّى عيب خلقي، إذا خلعته كما الثّياب تشعر بأنّك عريان. والسؤال لماذا خُلِقَ الكذب وما كانت نيَتُه وكان هدفه؟ يبقى يراوح مكانه ويترك خلفه التَّخَبُّط والحيرة، هل يستطيع أن يندرج في الاعتبارات الحسابية والمعادلات الحياتيّة، هل سيبقى يتسلّل تحت جلد الإنسان ليسيطر عليه ويدفعه نحو الإدمان…

ماذا قلت؟ الإدمان على الكذب، هنا دخلنا بالكذب الملعون الذي يتركنا نصدق الاتصال بالأرواح والشياطين المسيطرة على العالم السفلي، الأسود، المكان الذي بحد ذاته لا نعلم إذا كان موجوداً وهل بدعة خلقه كانت كذبة ملعونة أم أن الشيطان موجود وهو يندس بيننا ويحيطنا بهالة الكذب الملعون ليحقق مآربه.  وها هو الإنسان ينتشي عندما يكذب بطريقة ملعونة ويتمادى ويشعر بالسيطرة والعظمة ويُدْخِل كل ما هنالك من أنواع الأمراض النفسية في كذبه الملعون، من دونية وفوقيّة وحب السيطرة…

Complexe de supériorité, d’infériorité ou de dominance…

إلى ما هنالك من عُقَدْ نفسيّة تتجلّى تحت راية الكذب الملعون. هل كان سر الخلق كذبة، هل كانت الشعوب التي توالت على الأرض كذبة، هل الإيمان كذبة،  إخضاع الشعوب مرتكز على كذبة ملعونة، إلى متى سيبقى الكذب الملعون متاحاً مباحاّ، إلى نهاية البشرية؟

وجاءت الإحصائيات برهاناً مناضلاً ضد الكذب حيث يرتدي عباءة الحقيقة ويستل سيف العدالة ويعتمد على الأرقام كبرهان، وأمّا العلم فما باله يكتشف ويكتشف وفي النهاية يرتكز على الإحصاءات فيعترف أنه ما زال جاهلاً ولا تتكلم سوى الأرقام والإحصائيات ليتبعها الإنسان قانوناّ يحتذى به كما حصل في الآونة الأخيرة بالنسبة للجائحة  وقد خضع الأطباء لإدارة شؤون الناس، مسيرين من قبل الارقام، وترجوهم الإبقاء  على التباعد والكمامات للإحتياط من الوباء حتى بعد تناول اللقاح، لحين جلاء الوضع… إذاً كل ما تقدّم الإنسان في الاكتشافات تُفَرمِلُهُ الإحصائيات وإن كانت حقيقة أو كذب ابيض، ملعون، مُبَرَّر أو غيره… والأمثلة تطول…

ما بالكم شَرَدْتُم في خيالكم إلى العلا،  ارجعوا إلى الارض، ودعوا أقدامكم تطأها، هنا حيث المتنفذين أرباب الكذب والنّفاق والإحصائيّات الملوّنة بالأفكار الملعونة التي ستؤدّي يوماً ما إلى زوال الكرة الأرضية عن بكرة ابيها…

أنا أسأل نفسي هل توجد حياة على كوكب آخر،  هل إذا وُجِدت حَلَّ معها الكذب ومن أي نوع، بكل انواعه؟

أيّها الكذب بكل اثوابك  حَلَلْتَ أهلاً ووطئت سهلاً على أرض الكفر وفي قلوب التُّعساء، أملنا والمؤمنون بيننا بالثّواب والعقاب في الآخرة وإلا توّبناك إله الخليقة الحقيقي سيّد الحروب والمجازر وظلم الأبرياء…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *