مهرجان التراث الثقافي المحلي في طرابلس… معارض ومحاضرات وموسيقى وحكواتي البلد

Views: 411

تستمر فعاليات مهرجان التراث الثقافي المحلي، على مدى ثلاثة أيام متتالية، في حمام عزالدين في أسواق طرابلس القديمة، الذي أطلق بمبادرة من المعهد الفرنسي اللبناني في طرابلس بمناسبة يوم التراث الوطني، وبالشراكة مع اللجنة الثقافية في البلدية والمديرية العامة للآثار، ومنصة “منجرة” من مؤسسة رينيه معوض، وذلك في إطار مشروع “الفن والارض”، الممول من السفارة الفرنسية في لبنان.

وتزامن حفل الافتتاح مع إطلاق برنامج مجاني، عرض خلاله الحرفيون ميشال بندلي، ابراهيم حيدر، مصعب طرطوسي، جمال حايك، مروان حجار ومنير كنجو، منتجاتهم في ساحة حمام عزالدين، على طاولات مصنعة من قبل منصة “منجرة”، بهدف إعادة اكتشاف روائع الحرف الطرابلسية، من الصابون إلى الخشب، بما في ذلك النحاس والخياطة وأعمال الخيزران وغيرها.

معارض

كذلك، افتتح معرض لصور ولوحات عن المدينة داخل الحمام بمشاركة كل من الدكتورة سلمى معصراني الأيوبي بعنوان “كنوز طرابلس” التي أوضحت أن “اللوحات تحكي عن تاريخ طرابلس العريق والحقبات الحضارية التي تتالت عليها مثل العثمانيين والأمويين والصليبيين، وتتضمن المجموعة عددا من الجوامع والخانات والأسواق القديمة والمدارس”.

وكان معرض صور للفنان بدر الصفدي بعنوان “باختصار”، حيث لفت الصفدي الى ان “المعرض يأخذنا في رحلة إلى شوارع طرابلس المتعرجة لاستكشاف نسيج رائع من الوجوه والأماكن معا. خلال هذه الرحلة المرئية، يقود الزائر عبر الأزقة القديمة للسوق وإلى البحر الأبيض المتوسط، وهو يدعونا لرؤية الوقت والشعور بتغيير الفصول”.

كما افتتح معرض صور للمهندس المعمار منذر حمزة، من “تريبوليزم” بعنوان “طرابلس التاريخية الإبداع في التفاصيل”، ورأى حمزة ان” مدينة طرابلس تضم عددا كبيرا من المعالم والمنشآت التاريخية التي تعود لعصور مختلفة وخاصة الفترة المملوكية، وهذه المعالم تحتوي أرضياتها وجدرانها ومداخلها على اعمال فنية زخرفية (أرابيسك) جميلة جدا، إضافة الى تفاصيل معمارية مميزة، بعضها في حال جيدة وبعضها الآخر في حالة سيئة وتعاني من الإهمال وتكاد تندثر”.

أضاف: “للتعريف بهذه الأعمال الفنية قمنا بتصويرها، وإعادة رسمها وتلوينها وتحويلها الى لوحات تظهر تراثنا الغني وتلفت النظر الى إبداع وتميز الفنانين والمعماريين الذين بنوا هذه المدينة الجميلة”.

محاضرات

محاضرة لجان حجار بعنوان “صون التراث الثقافي غير المادي لطرابلس، ضرورة أم رفاهية”؟ وتمحورت حول النقاط الرئيسية التالية:
– التراث الثقافي غير المادي: التعريف والقيم.
– الإتفاقية الدولية للعام 2003 ودرجة تطبيقها في لبنان (طرابلس كمثال).
– كيف يجب استثمار وتوظيف التراث الثقافي غير المادي في مجالي التنمية وتعزيز القدرات خاصة في تفعيل التنوع والمواطنة.
وتم اعتماد الحوار المتفاعل والمعتمد على النتائج الملموسة مع المشاركين في اللقاء كمقاربة أساسية بهدف بناء رؤية مشتركة من أجل رسم استراتيجية مشتركة شاملة ومتداخلة الاختصاصات دون تهميش أحد.

حضر اللقاء عدد كبير من المشاركين ومن فعاليات المدينة، منهم الدكتور منذر كبارة رئيس جمعية طرابلس السياحية الذي شارك بمداخلة عن “طرابلس ودورها الحضاري والتاريخي وضرورة تفعيل معالمها الأثرية والسياحية وإطلاق ورشة عمل تنموية لاستثمار هذه الثروة التي لا تقدر بثمن”، كما قدمت الدكتورة سميرة بغدادي من مؤسسة الصفدي مداخلة عن تجربتها كعضو مجلس بلدي سابق في طرابلس وفي المؤسسات الثقافية والتربوية التي شغلت مناصب قيادية فيها.

تلا ذلك محاضرة ل”منجرة”، ألقتها جويا دويهي، بعنوان :”قطاع المفروشات في طرابلس انطلاقا من النجار وصولا إلى الأسواق”، ورأت ان “منجرة، مشروع استراتيجي لتعزيز صناعة المفروشات الطرابلسية، يجمع النجارين والحرفيين وأصحاب المشاغل في طرابلس بالأسواق المحلية والإقليمية”. وشارك في اللقاء نقيب صناعة المفروشات في طرابلس عبدالله حرب، الذي تحدث عن “دور النقابة في حماية هذه المهنة، والواقع المرير لصناعة المفروشات في ظل الضائقة الاقتصادية والظروف السياسية السيئة التي تعصف في لبنان “.

حفل موسيقي

وقدمت مجموعة “ستوريز”المؤلفة من زياد الأحمدية “عود”، منير مهملات “تشيلو” وبهاء ضو “إيقاع”، مجموعة من الألحان التي تربط بين الموسيقى الكلاسيكية الشرقية والموسيقى الأوروبية، خاصة تقاليد الموسيقى الشعبية، وعزفت الفرقة مقطوعات من ألحان زياد الأحمدية، ورافق الفرقة على خشبة المسرح ثلاثة راقصين: ديانا شواكي، ماريان عويس، وسامر زاهر، والرقصات من تصميم بسام أبو دياب.

حكواتي البلد

كذلك، قدم حكواتي البلد براق صبيح، حكاية عجائبية لإعادة إنتاج ذاكرة طرابلسية بين الواقع والخيال، حكاية بعنوان “عنترة سائحا في طرابلس”، برفقة انغام فرقة “ستوريز” الموسيقية.

حفل الافتتاح

وكان افتتح المهرجان بكلمات للمنظمين، حيث ألقت المديرة الإقليمية للبنان الشمالي في المديرية العامة للاثار السيدة سمر كرم، كلمة ترحيبية قالت فيها: “رغم الظروف الصعبة التي نمر بها كان هناك إرادة مشتركة بين المديرية العامة للآثار والمعهد الثقافي الفرنسي في طرابلس واللجنة الثقافية في بلدية طرابلس بالتعاون مع منصة منجرة بإحياء اليوم الوطني للتراث بصورة مجانية للمساهمة بإعادة الديناميكية الثقافية الى المدينة والإضاءة على معالمها ومنها حمام عز الدين المملوكي الذي ظل يستعمل لفترة 700 سنة”.

وأشارت الى أن” إطلاق اليوم الوطني للتراث كان في العام 1997 بالتعاون بين وزارة الثقافة والمؤسسة الوطنية للتراث حيث كان يتم إقامة معارض تدور حول موضوع معين وتدعى المدارس والزوار لحضور الفعاليات. وكانت مدينة طرابلس بالتعاون مع جمعية الحفاظ على التراث في طرابلس من اولى المدن التي شاركت بإحياء هذه المناسبة بالإضافة الى مدينة بيروت، ومن ثم إنطلق إحياء اليوم الوطني للتراث في المناطق كافة وفتح ابواب المواقع الثرية والتاريخية والمتاحف أمام الزوار بشكل مجاني بالإضافة الى إقامة نشاطات ثقافية وفنية”.
وختمت بشكر الشركاء المنظمين “المعهد الثقافي الفرنسي خاصة ان التعاون سيمتد على اكثر من موقع ومنطقة ضمن برنامج “الفن والأرض”، وبلدية طرابلس الشريك في الحفاظ على إرث المدينة وإبرازه ومنصة منجرة. بالإضافة الى شكر الفنانين والحرفيين المشاركين وجميع من ساهم بالتحضير لإنجاح هذا المهرجان”.

ضاهر

وتحدث مدير مشروع دعم القطاع الخاص في منظمة Expertise France بول ضاهر، عن “Expertise France الموجودة في لبنان منذ العام 2016 لدعم المجتمع والسياسات الإصلاحية، والقطاع الخاص بتمويل من الإتحاد الأوروبي. وإن تصنيع الخشب والمفروشات في طرابلس يعاني من انقطاع الأسواق وشللها وفقدان الوظائف خاصة في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها”.
ولفت الى ان” منصة منجرة تجمع النجارين والمصممين والمنتجين وتضع التكنولوجيا الحديثة بمتناولهم وتفتح أسواق جديدة في لبنان وخارجه، وهو مشروع ممول من الإتحاد الأوروبي مع شركاء جدد كمؤسسة رينه معوض، منجرة تحاول ان تلقي ضوء يساعد على استمرار الفرص عبر خلق المبادرات”.

خوري

ورحب مدير المعهد الفرنسي في طرابلس ايمانويل خوري، بالحضور، وشكر كل الشركاء “باسم بخاش رئيس اللجنة الثقافية في بلدية طرابلس، سمر كرم المديرة الإقليمية للبنان الشمالي في المديرية العامة للآثار، جويا دويهي مديرة مشروع في مؤسسة رينة معوض”.
ولفت الى ان “التحضير لهذا النشاط استغرق 6 اشهر من العمل للإضاءة على الفن والثقافة، وهو يندرج ضمن إطلاق مشروع “الفن والأرض”، الممول من السفارة الفرنسية في لبنان، بهدف الإضاءة على التراث في لبنان”.
كما شكر خوري “الحرفيين والفنانين الذين شاركوا في النشاط والذين من دونهم لما كان من الممكن تحقيقه، كل هذه المواهب هي أساس التراث”، وركز على” ضرورة المقاومة والحفاظ على الأمل رغم كل الظروف الصعبة التي نواجهها”.

بخاش

بدوره، رئيس اللجنة الثقافية في بلدية طرابلس الدكتور باسم بخاش رحب ب “التعاون المميز بين الشركاء، والذي يؤسس لخطوات مستقبلية مع اشخاص يعملون لطرابلس”.

أضاف: “فكرة المهرجان أتت من ايمانويل خوري وتطورت من حفلة موسيقية الى حدث ثقافي يمتد على ثلاثة ايام، ويعتبر تراث طرابلس من الأهم في لبنان كتراث ثقافي مادي وغير مادي ولهذا السبب قررنا دعوة الناس لزيارة الموقع كمعلم عمره 700 سنة والى التراث غير المادي المتمثل بالتاريخ والتقاليد والعادات والحرف الطرابلسية”.

ولفت بخاش الى” زيارة طلاب مدرسة الكرملية المجانية، وهم طلاب صغار يتعرفون على معالم وتراث المدينة”.

وأشار الى أنه “تعرف على مدير المعهد الفرنسي ايمانويل خوري منذ سنة عندما نشر دراسة في مقال في جريدة “l’orient le jour ” مع مسؤولة المعهد الفرنسي بالعالم أثبت بالأرقام ان الثقافة تساهم ب 5% من الدخل القومي”.

وختم بخاش: “إن مشروع زيارة افتراضية لقلعة طرابلس ومتاحفها يتم تحضيره بين بلدية طرابلس والمديرية العامة للآثار عبر تطبيق يحمل على الهواتف الذكية”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *