قمّة الجبّارَين

Views: 252

خليل الخوري

العلاقات المضطربة بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الإتحادية ستكون البند الأول في قمّة جينيف بين الرئيسَين فلاديمير بوتين وجو بايدن التي توافقا على عقدها في السادس عشر من حزيران المقبل. إلا أنّ البحث سيشمل مروحة واسعة من القضايا الدولية بالغة الأهميّة التي ترواح بين الإتفاق على تقاسم النفوذ في منطقة الشرق الأوسط ومصير الصواريخ البالستية التي نصبها الأميركي على حدود روسيا.

هذه القمّة الأولى بين الرجلَين ستُعقَد في جوّ من السلبية المهيمِن على العلاقات، خصوصاً أنّ رئيس الإدارة الأميركية الجديدة خاض معركته الإنتخابية الرئاسية وفق برنامج بين بنوده إعتراضه على ما أسماه «تدخّل» روسيا فيها لمصلحة منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب.

إضافة إلى الصواريخ المُنتشِرة على حدود بلده، يُعرِب بوتين عن عدم ارتياحه إلى العقوبات الأميركية ضد روسيا، وإن كان بادلَها بعقوبات مُماثِلة لكنّها تبقى أقلّ تأثيراً. إلا أنّ أكثر ما يُثير غضب القيصر الروسي إجتماعات زُعماء «مجموعة الدول السبع» وحلف شمال الأطلسي الذي تتزعّمه واشنطن بهدف إقامة جبهة موحّدة ضد موسكو… ما يُعيد «الحرب الباردة» إلى ذروتها في ستينات وسبعينات وثمانينات القرن العشرين الماضي.

و”التشديد على الإستقرار” في العلاقات الثنائية وفي العالم تعبير ورد في البيانَين الصادرَين عن الناطقَين باسم الجانبًين لحظة الإعلان عن موعد القمّة، في وقتٍ يركّز الأميركي على أنّ بايدن يحرص «حرصاً كبيراً» على ألّا يكون اللقاء مع بوتين «بمثابة مكافأة» له، بل أن يكون مُمهِّداً لـ”الوسيلة الأكثر فاعليّة» لإدارة العلاقات الثنائية وإدارة «قواعد لعبة جديدة»، يُتوقَّع أن يُثير بايدن قضيّة حقوق الإنسان التي تدّعي واشنطن أنها مُنتهَكة من الجانب الروسي الذي يُطارد مُعارضيه في البرّ البحر والجو وفي بلدانٍ عدّة. أما موضوع «نزع السلاح» فلم يعد مشكلة أو عائقاً منذ أوائل شهر شباط الماضي عندما مدّد الفريقان معاهدة «نيو ستارت» لخمس سنوات إضافية بعدما مضى على توقيعها، في العام 2010، إحدى عشرة سنةً. وكانت موسكو تُطالِب يالتمديد عشر سنوات إضافية إلا أنّ واشنطن لم توافق.

ويبقى السؤال الذي لا بدّ منه عندنا: هل سيجد الوضع في لبنان موقعاً له، ولو في عبارة عابِرة، في هذه القمّة بالغة الأهميّة؟ الجواب يُرجِّح النفي… علماً أنّ اللبنانيين يأملون أن «يُسهّلها» المعرقِلون، وأن يحلّها حلّال العقد، وأن يقتنع الذين ربطونا بمحادثات النووي الإيراني لتشكيل الحكومة بأن يفكّوا أسرنا فلا يربطوننا مرّة جديدة ليس فقط بقمّة 16 حزيران بل أيضاً بنتائجها.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *