لميعة عباس عمارة “أيقونة” الشاعرات… في ذمة الخلود
لميعة عباس عمارة أيقونة الشاعرات …. شاعرة الحنين والماء …. النّوْرَسَة العراقية المُهاجرة قَسْرًا … في ذمة الخلود (1929-2021).
نعى مجلس إدارة فدرالية البيت المندائي / هولندا الشاعرة العراقية الرائدة لميعة عباس عمارة ببيان جاء فيه:
بقلوب مؤمنة خاشعة لارادة الحي العظيم تلقينا نبأ رحيل لميعة العراق الى عالم الأنوار بعد سفر حياة مشرف سجلت فيه للعراق من خلال نبوغها الشعري حبا لا يضاهيه حب و رسمت للمرأة صفات و خصالا متميزة، فهنيئا لك يا لميعة ذلك السفر اللامع، وهنيئا لنا بك أيتها المندائية الأصيلة، وإن أفل نجمك في هذا العالم فأنه سيلمع من جديد في عالم كله نور، ليس فيه زيف او بطلان، وسنبقى نتذكر مكانتك الادبية الراقية وأشعارك الجميلة ما حيينا.
أكا هي أكا ماري أكا مندا إدهي.
لميعة عباس عمارة شاعرة عراقية محدثة، ولدت سنة 1929 في عائلة عريقة ومشهورة في بغداد، عمها صائغ الفضة المعروف زهرون عمارة، وكانت ديانة العائلة صابئية مندائية عراقية في الكريمات، وهي منطقة تقع في لب المنطقة القديمة من بغداد، والمحصورة بين جسر الاحرار والسفارة البريطانية على ضفة نهر دجلة في جانب الكرخ.
جاء لقبها عمارة من مدينة العمارة مسقط رأس والدها.
أنهت الثانوية العامة في بغداد، وحصلت على إجازة دار المعلمين العالية سنة 1950م، وعينت مدرسة في دار المعلمات.
تخرجت في دار المعلمين العالية سنة 1955.
هي ابنة خالة الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد الذي كتب عنها في مذكراته الكثير وكانت ذات شخصية قوية ونفس أبية.
من قصائدها المعروفة “أنا عراقية”، كتبتها عندما حاول أحد الشعراء مغازلتها في مهرجان المربد الشعري في العراق حيث قال لها أتدخنين.. لا… أتشربين… لا…أترقصين…. لا.. ما أنتِ جمع من الـ لا فقالت انا عراقية عاشت أغلب ايام غربتها في الولايات المتحدة بعد هجرتها من العراق .
شغلت منصب: عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء العراقيين في بغداد [ 1975 – 1963]، عضو الهيئة الإدارية للمجمع السرياني في بغداد، نائب الممثل الدائم للعراق في منظمة اليونسكو في باريس (1973-1975)، مدير الثقافة والفنون / الجامعة التكنولوجية / بغداد.
وفي عام 1974 منحت درجة فارس من دولة لبنان.
بدأت كتابة الشعر في الثانية عشرة من عمرها، وكانت ترسل قصائدها إلى الشاعر المهجري ايليا أبو ماضي الذي كان صديقاً لوالدها.
نشرت لها مجلة “السمير” أول قصيدة وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وقد عززها ايليا أبو ماضي بنقد وتعليق مع احتلالها الصفحة الأولى من المجلة إذ قال: “إن في العراق مثل هؤلاء الاطفال فعلى أية نهضة شعرية مقبل العراق..”
درست في دار المعلمين العالية – كلية الآداب – وقد صادف أن اجتمع عدد من الشعراء في تلك السنوات في ذلك المعهد، السياب والبياتي والعيسى وعبد الرزاق عبد الواحد وغيرهم، وكان التنافس الفني بينهم شديداً، وتمخض عنه ولادة الشعر الحر.
كتبت الشعر الفصيح فأجادت فيه وكتبت الشعر العامي وأجادته، أحبت الشاعرة لغتها العربية وتخصصت بها ودرّستها فتعصبت لها أكثر، دون أن تتنكر للهجتها الدارجة فوجدت نفسها في الأثنين معاً.
ترى في اللغة العربية الفصيحة وسيلتها للتواصل مع الآخرين الأوسع، لكنها تجد في لهجتها العراقية العامية ما يقربها من جمهورها المحلي الذي استعذب قصائدها فتحول بعضها إلى أغنيات يرددها الناس.
ومن دواوينها: “الزاوية الخالية”، “عراقية”، “لو… أنبأني العراف”، “البعد الأخير” ….