هل سأغدو انتظارًا ؟…
وفيق غريزي
حصاد سنابل وفير
على بيادر العدم
هذا العالم يضج بالخراب والسأم
محاطا بغابات من ثلج وضباب
طرقه مزروعة بالبؤس والعذاب
حين اتيت من لدن الذي لا يجيء
كانت الاكوان
واذا وجدت الاكوان
وجدت ايها الانسان
وعندما جئنا وجاءت الاكوان
صار الصقيع نارا
وعربد التيار
يكنس عن جبين الارض الحقد والغبار.
تجاوزنا ازماننا اليباب
صرنا غابات ثمر
تحوّل الزمن اليجيء الى خصب ومطر
ايها الماضي الذي اندثر
قد غدوت اليوم رمادا
ودخان
مدائن الضباب والصقيع والاسفار
لفّها النسيان
ارحل الى اقاليم التوجًع
الى عوالم السكون
اينما يوجد الشعر وحدي اكون
مع رفة الهديل
مع عنفوانه الصهيل
إن الذي خلفي ليس سوى ليل طويل.
ايها الذي اود بهاك
هبني ممرًا اعبره اليك
عيوننا تشتاق ان تراك
ها هي تغنيك العصور
تسكب في عروقنا نسوغها الدهور
الشاعر هبة من الاله للدنى
يحصد الشهد من تويجات الزهور
كنت في الماضي وحيدا
وانا في الحاضر سيّد امير
اتوغّل عمق المصير
امتطي صهوة الاعصار
اجول في متاهات المدار
تشتلني الاقدار في “الما بعد”
غابة من الاشعار.
هذا انا، تسوّرني الوانه الشحوب
غفرانك اللهم
يمحي لي الذنوب
عند اعتابك اتوب
“انقذ التراب من عتمة التراب”
اين هي الطريق؟
المسكونة بالبريق
عالمنا حطب الحريق
هو وهم وسراب
كل ما فيه يعاقر الغبار والضجر
يسافر في الريح والخطر
هاكني اعتلي الجدار
كي الامس توهًج النهار .
عالمكم امّحاء يسكنه الخواء والهباء
وفي الهناك عوالم من رموز وبهاء
ومدائن الاقاح والانبهار
عبر الشعر اجتاز التخوم والاسفار
قصائد تزهر على السنة الانبياء
انتم القحط والشقاء
اشجار بلا ثمر
جنائن تخبيء حقائب السفر
عالمكم غريق منذ اقدم الازمان
يبحث عن طريق يتوق الى مكان.
نسوغ قصائدي مسوّرة بالمبهمات
لا يفك رموزها سوى الرسل والانبياء
تتهاطل من السماء غبطة الهناءات
نهاركم ليل ايها الاشقياء.
صمتي دعاء وصلاة
مسكون بالعجائب والاسرار
في ذاتي عالم من المن والبهار
عالمكم قفار
مرصود بالوجع والانين
بالشعر احوّله فيض نقاء
الوقت يرحل في المساء
الى مختبىء العشق والحنين
ايها الاتون من وراء الغيب
تحملون لارضنا الطيب والمطر
من اين اتيت؟
الى اين المصير؟
هل انا طير في سماء المبهمات؟
يحلًق يطير الى الفناء والعدم
ام سأغدو انتظار؟. …
