سجلوا عندكم

فضيلة أو رذيلة

Views: 879

خليل الخوري 

الدعوة التي وجّهها الزعيم وليد جنبلاط إلى اللقاء الدرزي، يوم بعد غد السبت، للتداول في الشؤون الوطنية، وبخاصة شأن الطائفة، في هذه المرحلة اللبنانية بالغة الدقّة والصعوبة والحراجة… هذه البادرة أثارت الكثير من الشجون في الوسط المسيحي خصوصاً لدى النخبة من الـ “مستقلّين” الذين يرون إلى الوضع المسيحي الراهن بكثير من الحذر والمخاوف والخيبة.

وفي لقاءٍ ضمّ كوكبة من هؤلاء في أحد المراكز الروحية، كان الطبق الرئيس السؤال الاتي :

هل أن الشرذمة في الصف المسيحي هي نذير شرٍّ كبير، أو أنها دليل عافيةٍ وديموقراطية؟

لم يستغرق النقاش طويلا في هذه النقطة، فالجواب جاء سريعاً: إنها في ظروف لبنان الحالية أكثر من نذير شؤم، لأنها الشؤم بحد ذاته.

وعرض الحضور للواقع اللبناني في نظرة بانورامية، ومما تسمح به أمانة المجالس نذكر بعضاً مما تداوله المجتمعون:

أولاً- إن الطيف الدرزي أخذ يتلمّس خطورة التطوّرات، فسعى إلى لقاء لن ينتهي، قطعاً، إلى موقف موحّد من القضايا كلها، ولكنه سيتوصّل إلى أفكارٍ، على الأقل، لخطةٍ احترازية مبدئية يتوافق عليها وليد بك والمير طلال والاستاذ وئام (…).

ثانياً- الطيف السني ابتكر تجمّع رؤساء الحكومة السابقين وفرض مواقف معيّنة، بدعم ومباركة من سماحة مفتي الجمهورية، يتعذّر الخروج عليها، لدرجة أن رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب يكاد أن يكون عضواً في تجمّعهم حتى وإن كان لا يلمس تأييداً له منهم.

ثالثاً- أما على صعيد الثنائي الشيعي، فالموقف الموحّد من القضايا كلها تقريباً يبدو للعيان بوضوحٍ تام، بالرغم من الكأس المرّة التي يتجرّعها هذا الجانب حيناً والجانب الثاني حيناً آخر.

رابعاً- إن ما بين الأفرقاء في كل من تلك الأطياف الثلاثة من اختلافات وإشكالات ومشاكل معروف جداً، ولا يُخفى على أحد.

خامساً – وبيت القصيد هو في الطيف المسيحي الذي تصحّ فيه تسمية «صندوق الفرجة». فالصراع على الكرسي كان مؤذياً فأضحى مُميتاً، حتى على مستوى الجماعة. والقيادات المسيحية التي هي في الواجهة تتعامل في ما بينها بالخبث والغش والمصلحة الذاتية والأنانية الضيقة.

وفي هذه النقطة بالذات تناول المجتمعون العلاقات الثنائية بين كل من تلك القيادات وتدارسوها في العمق استناداً إلى دراسة أعدّتها أستاذة جامعية متخصّصة، فكانت المحصّلة:

يتعذّر قيام تحالف ليس بين جبران باسيل وسمير جعجع وسليمان فرنجية وسامي الجميل، إنما يتعذّر قيام مجرّد تفاهم ثنائي بين أي اثنين منهم… والأمثلة في هذا السياق لا تُحصى.

وللبحث صلة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *