سجلوا عندكم

التصدع

Views: 7

خليل الخوري 

انطلقنا، أمس، من الدعوة التي وجّهها وليد بك جنبلاط الى الأمير طلال إرسلان والأستاذ وئام وهاب وقيادات من المشايخ المحترمين إلى اللقاء المُقرر غداً السبت للتباحث في شأن الطائفة الدرزية الكريمة ربطاً بالأزمة الوطنية الكُبرى وبضرورة حفظ أمن الجبل إلخ… ثم مررنا على الثنائية الشيعية التي يتمسّك بها ويحرص عليها دولة الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله… ومن ثم ذكرنا كيف أن دولة رؤساء الحكومة السابقين ابتكروا تجمعاً لهم… وختمنا بالتصدّع الذي يُصيب الطائفة المسيحية، خصوصاً مع هذا الرهط من القيادات التي حدّدناها بالسادة جبران باسيل وسليمان فرنجية وسمير جعجع وسامي الجميل، مع حفظ الألقاب والتقدير الى الشخصيات المسيحية العديدة التي لا نعرف ما إذا كان قربها أو بعدها عن القياديين الأربعة هو في مصلحة هذه الشخصيات أو ضد مصلحتها.

ونودّ اليوم أن نُشير الى أنه لم يسبق، منذ ما قبل العهد الاستقلالي وحتى اليوم، أن توافق الطيف المسيحي باستثناء الحلف الثلاثي الذي ضمّ الأقطاب الكبار كميل شمعون والشيخ بيار الجميل والعميد ريمون اده الذي، ما ان انتهت الانتخابات النيابية (1968) حتى غادره العميد العنيد، ثم الجبهة اللبنانية التي دعمت الرئيس سليمان فرنجية في مرحلة حرب السنتَين، الذي ما ان انتهى عهده حتى غرّد بعيداً.

كان كرسي رئاسة الجمهورية محور الصراع بين القيادات المسيحية ولا يزال.

وكانت العلاقة بين الرؤساء والمقر البطريركي تعرف مداً وجزراً، علماً أن الجزر كثيراً ما طغى على المد. وهذه حال مزمنة تعود إلى زمن القائمقاميتَين، وبالتحديد مع قائمقام النصارى يوسف بك كرم والبطريرك بولس مسعد الذي عمل مع فرنسا على نفي كرم الى خارج لبنان.

ولا نود أن نتحدّث على التّداعيات المأساوية المروّعة التي نتجت عن الصراعات المسيحية-المسيحية… فهذا ليس مقصدنا. فقط شِئنا أن نُشير إلى أن المرحلة المصيرية الكيانية التي يجتازها لبنان واللبنانيون جميعاً، بأطيافهم كافةً، قد دفعت الدروز والسنة والشيعة إلى أن يُدركوا الخطر المُحيق بالبلاد والعباد…

وأما الجماعة المسيحية، فما زالت تغرق في أنانياتها وذاتياتها وأحقادها.

(https://whyinstitute.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *