سجلوا عندكم

“العقرب الأسير”… وعبادة الذات

Views: 1071

أنطوان يزبك

 

نِعم الله ليست لإنسان واحد بل هو موعد للمشاركة فيها!

-من يحتكر الخيرات يحتكر الله وينصّب نفسه صنمًا للعبادة!

-“من أسوأ ما يمكن أن يصيبنا، أن نصبح لا أحد لأي أحد” (تيريزيا دو كالكوتا)

تيريزيا دو كالكوتا

 

في هذه الأيام العصيبة تحوّل الناس إلى وحوش، ضياغم ضارية أنانية تنهش لحم البؤساء الضعفاء!

صائغ يبيع الألماس فيتحوّل الألماس إلى زجاج وكأنه واحد من سحرة هاروط وماروط، بائع الفاكهة يستبدل الأكياس المليئة بالكرز الشهي بكرز مضروب وحبات عجاف لا تصلح للأكل…

في زمن الحصار والاحتكار، زمن انحسار الدين والأخلاق، والإنسانية إلى بوار واندثار… فاق الطمع والأنانية والاحتيال كل الحدود وأُسقطت القيم والصفات الإنسانية.

غالبًا ما ترتسم تساؤلات على غرار: لماذا الحسد والأنانية وعبادة الذات المجبول بها الإنسان؟ لماذا عبادة المادة وارتكاب المعاصي من أجل المال مع العلم أن الموت المادي هو أمر حتمي آجلا أم عاجلا؟

بنجامين فرانكلين

 

يقول بنجامين فرانكلين: “التحايل والغش من صفات البلهاء الذين لا يتمتعون بذكاء كافٍ ليكونوا شرفاء”.  

من يسرق ويخدع ويطمع برزق غيره، هو في المحصّلة أبله، منحرف فاقد الأهليّة والشعور، تدلّ تصرفاته على قصور عقله واختلال تصرفاته!

ثمة فئة أخرى من الخبثاء يراقبون الناس في عذابهم المرير ويلتزمون الصمت كالشياطين الخرس، يتفرّجون بسادية مطلقة على إخوة لهم في الإنسانيّة ولا يرفّ لهم جفن كالتماسيح، لا يرقّ لهم قلب أمام مشهد من يتجرّع كأس الذل والهوان، علمًا أنهم يمتلكون مفاتيح الخلاص ولكنهم لا يتحرّكون.

ورد في إنجيل لوقا(11 :52): “وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ الْمَعْرِفَةِ. مَا دَخَلْتُمْ أَنْتُمْ، وَالدَّاخِلُونَ مَنَعْتُمُوهُمْ”.

في الجامعة الوطنية، كان بعض الدكاترة يصادرون الكتب المفيدة من على رفوف المكتبة حتى لا يستفيد منها الطلاب، وهم يعلمون أن لا طاقة لديهم لشرائها، ولو كانوا من الميسورين لدخلوا جامعات خاصة.

الأنانية والحقد والدناءة من أخطر العلل والأسقام، ومن كانت فيه هذه الصفات  مجتمعة، ينتهي به المطاف إلى تسميم ذاته كما يفعل العقرب الأسير ولا مجال له أن يفرّ من الفخّ الذي وقع فيه.

إيريك فروم

 

يقول إيريك فروم: “لا يستطيع الأناني أن يحبّ الغير فهو حتى لا يحبّ ذاته!!”

الحقيقة الوحيدة أن لا أحد يملك شيئًا، وكل متاع الحياة أمانات على الناس أن تؤديها إلى  أناس آخرين.

ورد في القرآن الكريم: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا (سورة النساء 58).

غوتاما بوذا

 

من يمنع الخير والمؤونة عن الملهوف والفقير والمحتاج، هو مجرم مارق حتى الأبالسة تستحي منه!!

تتحقق السعادة عند موت الأنانية على حد قول غوتاما بوذا المستنير: “وهل من نور سوى بالمشاركة والمحبة!”.. 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *