صرتَ دفترًا كبيرًا

Views: 737

وسام سري الدين

 

  عندما يتقلّصُ جبينُكَ غضبًا 

  امشِ وحدَكَ.. أو انتشِر

  أو قِف كباقي الشجر 

  منتظرًا العصافير 

  لن يعرفوك من بعيد.. 

  سيظنونَ أنّكَ خيالُ الكروم الذي ما مشى خطوةَ الندم بعد

  لن يشمّوا رائحةَ جلدِكَ المحروقِ بشمسِ الغربة

  ولن يعرفوا كم قطعتَ من مسافاتٍ.. لتجد الابتسامة

  خرقاء هي.. وتتباهى بها!

 

  صرتَ ذلك التائهَ الذي لم يستطع أن يختبئَ من قلمه 

  صرت دفترًا كبيرًا للحكايات 

  مأوًى لصهيل خيول الرفض

  كُتبت عليك القصصُ الحزينة

  شهقاتُ المحبّين الورديّة

  ضحكاتُ الأطفال 

  وخربشاتُ المحبين

  صرتَ بيتًا لكلّ شيء وللاشيء..

 

  تصنّفُ المومياءَ في رأسِك.. يصمّ أذنيكَ كلامٌ غامضٌ

  تعدّ حَصى الدربِ الصاعدةِ الى مناسكِ العشقِ الكبير

  حفظت الأغاني ونسيتها على الدرَج الصاعدِ والهابط

  لا تستمطرِ الماضي.. انّه يحضَرُ لوحده

  مهما كان عمرُ الهلال قصيرًا

  ومهما تلقيتَ من رسائلَ مشفّرَة..

  لملِم بعضَك ولا تهُن

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *