سكرات ودندنات…

Views: 717

زياد كاج

 

 

يمتلئ الكأس من إكسير الحياة،

ولا ملل من نعاس الشمس

ولا ضيق من فوانيس العقول،

لله علينا نعم كثيرة.

يلعب بنا غباراً بين المجرات

ونحن كالأطفال

نحسب العتمة حفلة عيد ميلاد.

عتمةٌ بلا حدود

حركة كواكب في يد ساحر

ننساها في  تداخل الأضواء وزحمة الوجود.

لا انعتاق من احتفال فرصة أن نكون،

من رفرفة عصفور

على كوز تين على وشك السقوط،

ومن ضحكة صباحية

من فم فلاح لم يطلّق بعدالتراب-

رغيفنا الأخير،

ولا من خرير مياه غدير

يآلف بين النفوس من خيوط حرير.

 

لا خلاص من الإبتسامات الصادقة،

من الثرثرة المجانية،

والهفوات الصبيانية.

 

لا يأس من الحب.. الحب

 

حب الأرض والبحر

والشجر والبشر وشطحات الغيوم،

وحب الحروف واللهجات

 وتأمل النجوم وما بعد النجوم

وإدمان الكتب والأفكار

وشراهة المعنى العام

وسكرات  دندنات شرقية.

لنا شغف الحياة ورحيقها،

ولنا رغيف الخبز الساخن الصادق

ولنا مطر دموع تموز..

ولنا شبك الأيدي وآهات الألحان

وشعر يختصر  زمن وأزمان،

وصبر حبات المسابح واللامكان.

لنا المدى البعيد البعيد

ونعاس القمر وغمز النجوم

وقهقهة  البحر

وسباب طيبي القلوب

وصياد معمر في قاربه

 يعيش العمر بالمقلوب.

 خلف كل هذا السواد

كل هذا الدمار

كل هذه الدماء

نور عظيم سيسود.

 

لا يأس من أمل

يطل مع كل زقزقة عصفور،

ولا انعتاق من سكرات الأفق،

 

ومن  غد سيأتي حتماً وفي جعبته

ظلال وحطام هذا الفجور.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *