لا أتوق إلى هوية أو انتماء

Views: 361

وفيق غريزي

 

جسدك هيولى الخصوبة

 اي فلك يعلو فوق جسدك وروحك 

اي ضوء يخفق امام ضوئك

 الشمس تنير ظواهر الاشياء

 اما جسدك فيضيء الجوهر والاعماق

 لجسدك اروع الاسماء:

 افروديت، فينوس، او عشتار

 بين اللحظة واللحظة

 يتجلى بابهى الصور

 تتألهين بالحب والنقاء

 اخلقك بالشعر ومن الشعر

 ومنك يولد الماء والهواء

 مع العشب والنبات والنهار.

 بين ظلال اسمك يجوب الطيب والبخور والحياة

 لهاثك عندي دواء

 حين اذكرك يستيقظ العقل

 تخفق اجنحة الاصالة

 بسخاء تهطل السماء 

انت وداعة “برسيبونا”.

 تخصب الارض والاحشاء

 وانا “وضاح اليمن”

 اموت في في صندوق الحب

 لا اعرف ارتواء

 بين حبيبتي وحبيبتي

 يتموّج في الجسد 

كأن الموت والحياة يتحدان على سرير الشهوة الخرساء..

 لن يموت جسدانا، 

سيبحران في عالم الاحلام 

الى آخر الأيام

 تحصننا اهداب الارض

 ومحارات البحار

 اقيم لجسدك الطقوس في الفجر والمساء 

أنت لي الكون والتكوين

 الموت والولادة 

المهد واللحد

أنت ارضي البكر،

وأنا المحراث والبذّار 

وليدنا الازهار والثمار

 معا نثمل بخمرة الاكوان.. 

***

 استحمي في نهر الألوهة 

لترقص لعريك الاشجار 

جعلتك ايقونة في عنقي

 تحملني الى حديقة المعرفة 

تعلمني لغة الاشياء وابجدية الاطيار

 لا احد يفك طلاسم لغتك واللغز والاسرار 

إلا الذي انت له المعنى والحرف والاسفار.. 

خيام الاشجار تضج بجنون الوسائد

 نصعد منحدرات الشموس الى اغوار الفضاء 

نمتطي ذروة التعب والقلق

 وجهك فيض من ألق

 تترع جرارنا عصارة الأرق

 تأوين الى قصائدي لتطردي شبح الغياب 

أدمنت أن اشربك حتى الثمالة 

ادوس الكون والارض اليباب..

 لا اتوق الى هوية او انتماء

 اتوق لأن نكون لغات ولغات

 للوصال الابدي جسدينا الابجدية. 

فوق سريري اتلمس بقاياك 

احاور طيفك بصمت الكلمات

 لنعد مرة ثانية الى امكنة كنا اليها نفيء

 فوق صخور صنين وضفاف الغدير 

وغابة “دير سير” محفورة اسماؤنا 

نمنا معا في غبطة للخصب منذورة البذور .

***

على عشب الشخروب 

كان شعاعنا انفجارا

 تهدمت من حولنا الجدران

 كي يولد الحضور 

نضاجع النسيان

 ان تتعرى غابات ايامنا من الاوراق

 السرير الذي ضمنا نسجته الارض من خيوط الافتتان 

نعيش حكمة الازل 

نسكن منازل القصيد

 حين يضمنا المكان 

الفصول تعانق الفصول

 والمد يضاجع الشطان.

 الفجر يتثاءب على فم الازهار

 غيمة شريدة تكتب اسطورة الامطار

 في فضاء الذاكرة تشع نجمة الحضور

 بيديها تغمر السماء خواصر السماء 

أنت الحلم الآتي من الماوراء

 يتبرأ من الذكريات

 انت الحقل والمواسم والحصاد 

من رحم الفكر تولد الافكار.

***

 امسح عن وجهك الوهن والغبار

 بالشعر نزيّن الفضاء 

يبعث في ذواتنا الرجاء

 البراعم الميتة تحيا من جديد 

تنبعث من قلب اللهيب 

عيناك لقمري مدار

 الحقيقة تخلع عن وجهها الخمار

 المكان الذي يحتوينا بلا غطاء

 وجودنا هنيهة من ضياء

 عند اعتابك اتوسد الغروب 

اضمك.. زهرة في مملكة النساء .

 ملء رئتي اعيش فيك 

على جسدك يتدفق ماء الحواس

 الفراغ يطفح بالامتلاء 

خمرة الطفولة تنأى عن شفافية الاناء..

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *