أسئلة ومعطيات تكشف المخفي في أزمة المحروقات!

Views: 6

رندلى جبور

تكاثرت الأزمات في لبنان. فجّروها كلّها في عهد الرئيس ميشال عون علّهم يفجّرون عهده وإرادة الإصلاح. هم الآتون من سراديب الفساد والسرقة والهدر والزعرنة، لا يناسبهم أن ينجح رجل إصلاحي صادق رفض أن ينضمّ إلى منظومتهم العميقة. فنجاحه يعني نهايتهم. والإصلاح الذي ينشده يعني القضاء على منافعهم. والتدقيق الجنائي الذي يريده يعني انكشافهم وفضحهم. ولذلك هدّدوا من البداية أن “لن نسمح لهذا العهد أن ينجح”. (bookbutchers.com)

واليوم، على أبواب نهاية ولاية الرئيس عون، كبّروا الإنفجار أكثر آملين في أن تكون الخاتمة غير سعيدة لرجل لا طموح له ولا غاية إلّا إنقاذ لبنان وإخراجه من الوحول وبناؤه على نظافة، واعتبروا أنّ حرق لبنان للقضاء على رجل هو من ضمن المسموح السياسي.

وهكذا بدأت تنفجر الملفات: دولار، مازوت، بنزين، أدوية، طحين وخبز، غاز، رفع الدعم، وآتي الدور على المياه وغيرها، من ضمن حصار اقتصادي مالي، وقد يتوسّع ليصبح فوضى أمنية جاهزة في أي لحظة لأن تنفلت. هذا كلّه مدروس وله منظّروه وأدواته التنفيذية ووسائله اللوجستية وتمويله. إنها الحرب لتطويق الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر، ثمّ للإنقضاض على المقاومة. أمّا قائد أوركسترا الفوضى فمعروف ويزداد حقداً ونكداً.

ولم يعد ممكناً تخطي نظرية المؤامرة، والنظر إلى الأمور من باب بريء. إنها مؤامرة خارجية وداخلية ونقطة على السطر.

فلنأخذ أزمة المحروقات مثالاً.

إنّ البعض قد يقرؤها من كتاب ظاهر هو أن لا أموال في مصرف لبنان لصرف الإعتمادات مع تدهور سعر الصرف أكثر، وأنّ المسّ بما تبقى هو مسّ بأموال المودعين، وبالتالي لا يمكن صرفها ومن الطبيعي أن يحصل هذا الشحّ.

لكنّ مصادر مطّلعة تؤكّد أنّ لبنان عائم على ملايين ليترات المازوت والبنزين المخبأة تحت الأرض والتي يمكن أن تكفي اللبنانيين لوقت طويل جداً، وتضيف أنّ المسألة ليست مسألة أموال مودعين ولا حتى مسألة تهريب إلى سوريا، بل هي أكثر مسألة احتكار وتخزين لاستخدام هذه المادّة الحيوية في المصالح المالية والسياسية بدلاً من أن تكون في خدمة المواطنين.

وتشير المصادر إلى أنّ أغلبية المخزنّين هم من البقاع وعكار، وينتمون إلى أفرقاء سياسية معروفة تؤمّن لهم التغطية اللازمة، وتسأل على هامش كلّ ما يحصل الأسئلة التالية:

أين هي الكمّيات التي تمّ ضبطها وهل صحيح أنه تمّت إعادتها إلى أصحابها ولماذا؟ ولماذا لم تستفد القطاعات الحيوية حقيقة منها؟

لماذا لم تُتخذ إجراءات عقابية بحقّ المخزّنين والمهرّبين المعروفين بالأسماء الموجودة لدى الأجهزة؟

كيف يدّعي فريق أنه رأس حربة في مواجهة التهريب، وقياديوه يخزّنون كمّيات من المحروقات تفوق الخيال؟ هل يضيّع الشنكاش ويشوّش على الحقيقة؟

لماذا لا تُننشر الأرقام الحقيقية للكمّيات الموجودة في لبنان وبطريقة رسمية؟

ما هي الأرباح التي تُجنى على حساب وجع الناس وإذلالهم؟ ولمن تعود هذه الأرباح؟

ولماذا انفجرت هذه الأزمة الآن تحديداً؟ وما أهدافها السياسية؟

وتحذّر المصادر من أن كلّ منطقة في لبنان يمكن أن تكون تليل ثانية إذا لم تتخذ القوى العسكرية والأمنية والقضائية كلّ الإجراءات اللازمة وهو ما لم يحصل حتى الساعة.

واللافت وفق المصادر، أنّ الهجوم يتركّز على أفرقاء لا يمتلكون شركات محروقات ولا هم ضمن كارتيلها، ولا ينتمي المهرّبون والمخزّنون إليها، فيما لا نرى هجوماً على المتورّطين حقيقة من أفرقاء ينتمي إليهم المحتكرون والمخزّنون والمهرّبون وهم خصوصاً ثلاثة ويتوزعون على مختلف الطوائف. فهل الإعلام هو أيضاً متواطئ؟

هل هناك من يريد إثارة الفوضى في لبنان من خلال المحروقات؟ وهل الفتنة جالسة في زوايا المحطات لأهداف كبيرة؟ ولماذا كلّما اقتربنا من فتح نافذة يتمّ إغلاقها وبكلّ السبل المتاحة وكأنّه ممنوع للحلّ أن يأتي؟

الحلول ممكنة والمحروقات موجودة، ولكن فتّشوا عن أصحاب المصالح المادية ومعهم أصحاب المصالح السياسية من الداخل والخارج وهم الأخطر، لتعرفوا أنّ ظاهر هذه الأزمات هو غير الخفي فيها.

***

* Media Factory News

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *