تبعات الهوى

Views: 663

 خليل الخوري 

 غرّد الأخطل الصغير وأنشد محمد عبد الوهاب معاناة العاشق الذي استبد به القلق بعدما برحه الشوق إلى الحبيب، فتساءل بلسان الأخطل (بشاره الخوري) ما إذا كان العاشق الوحيد لتلقى تبعات الهوى على كتفيه… ولكن لا بأس فكل ما يلقاه يهون من أجل عيني الحبيب.

نستأذن أمير الشعراء اللبناني، وأمير المطربين المصري، لنسقط حال معاناة عاشقهما على حال الشعب اللبناني الذي يمكنه آن يردد: أأنا الخاطئ الوحيد لتلقى تبعات الأثم على كتفيا؟!.

فعلاً، لماذا يجب أن «تحبل في كل مكان من هذا الشرق الأوسط وتلد عندنا في لبنان»؟.

لماذا كُتب على شعبنا أن يتحمل تداعيات الحروب وحتى تداعيات اتفاقيات السلام أيضاً؟

لماذا كان علينا أن ندفع ثمن اتفاقيتي كامب دايفيد واتفاق أوسلو، والخلافات العربية – العربية، والصراعات الدولية والإقليمية من أيلول الأسود إلى الانسحاب الأميركي، قبل أيام، من أفغانستان… وقبلًا من حلف بغداد إلى الجمهورية المتحدة. ومن الـ «س+س» بتفاهمهما إلى الـ «س+س» بخلافهما؟… وأيضاً ثمن الخلاف الإيراني – الأميركي من توقيع الاتفاق النووي إلى انسحاب ترامب منه إلخ…

أجل! لماذا؟

الجواب في غاية البساطة: لأننا لم نبِن دولة، إنما أقمنا مجموعة مزارع وليس مزرعة واحدة، متجاورة ومتناحرة في الوقت ذاته، كل منها يشرف على أمورها من ينظرون الى المواطنين على أنهم رعايا كي لا نقول قطعان، والقول صحيح من أسف شديد.

والمؤلم أننا سمحنا للخارج ان يتدخل في شؤوننا حتى المحرمات… فالطبقات السياسية التي تناوبت علينا كانت ليس فقط تسلس القيادة للأجنبي إنما سمحت له بكل شيء مقابل نفوذ كاذب (الاستقواء على بعضهم البعض ).

هذه الطبقة التي انبطحت أمام الخارج، أياً كان اسمه، راحت تتمرجل على القطيع، فمن يسلس القيادة ويستسلم يحظَ بالمراد وينل رضى البيك والشيخ والإقطاعي وتفتح أمامه الأبواب للحصول على أرباح أكثرها غير شرعي ومال حرام، مقابل أن يقدمها، كما أمثاله في سائر المزارع، إلى مدير كل مزرعة الذي يستأثر بالكثير ويُبَقّي «من الجمل أذنه» للذي جاء بالمال المشوب بالعيب والحرام.

وبعد، نسأل: لماذا تُلقى تبعات الهوى على اكتافنا؟!.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *