سعادة الشامي.. بقلم من عرفه..

Views: 1287

نادين عبد النور

(أمين عام هيئة الأسواق المالية)

 

دكتور شامي كما يروق لي أن أناديك، أو سعادة كما يحلو لك أن يناديك الناس.

لن أعرّف عنك كإسم ثابت في كلّ التشكيلات الحكومية المسرّبة، ولو حمل هذا الأمر بحدّ ذاته دلالات عدّة ولم يكن مجرّد صدفة، بل سأكتب عن سعادة الإنسان الّذي عرفته، وسأدع أفعالك بعد تسلّمك أي حقيبة (أو ربما قبلها)، سأدعها تروي قصّة “الآدمي” الممهور بالقيم، المدموغ بالأصالة.

كان من الطبيعي أن أُسْأَل عنك كخلف لخير سلف في الأمانة العامة لهيئة الأسواق المالية، وكان من الطبيعي أكثر أن أجيب: إذا أردتم أن تعرفوا عن الأمين العام الأول لهيئة الأسواق المالية، الدكتور في الاقتصاد، مهندس الحلول لأصعب الانهيارات الاقتصادية من موريتانيا إلى لبنان مروراً باليمن، كبير الاقتصاديين في أهم المؤسسات، المدير في صندوق النقد الدولي، الأستاذ الجامعي… اقرأوا سيرته الذاتية.

أمّا إذا كان المطلوب أن أحدّثكم عن سعادة الإنسان، فسأخبركم عن المتواضع الذي كان يسعد بجمع الموظفين ليشرح لهم التعاميم، أو يجيب عن أسئلتهم، أو يسدي لهم النصائح، أو يساعدهم في تأمين وظيفة لقريب، أو يكاد يخفي خبر منصب رفيع تبوأه ابنه اللامع…

أخبركم عن سعادة العاطفي الذي يبكي غياب قريب، ويدمع لقراءة أو سماع كلمة مؤثّرة، ويتعب لتفاوت الطبقات الاجتماعية في ضيعته أو في أي بقعة من الأرض (من دون أن يبقى مكتوف الأيدي)، ويتأثر برسالة وصلت إلى ابنته الطبيبة من مريض كان على فراش الموت…

عن صوت سعادة المنخفض…العالي جداً بالحق

عن صمت سعادة المخيف الّذي يصمّ آذان المرتكبين

عن حضور سعادة المحبّب و غيابه الأشدّ وقعاً من حضوره

عن قلم سعادة الّذي ينضح علماً وفكراً، بلغة سليمة، يساعده في ذلك أنه ينهل أفكاره من ضميره المرتاح ويغطّ ريشته في حبر قلبه الناصع.

وإن تسألوني مِن حصّة مَن هو سعادة؟ سأجيب أنه ليس من حصّة بل من صحّة خيار أيّ كان اقترح اسمه.

وهل هو قومي؟ أقول إنه نهل كلّ ما هو جميل من الفكر القومي نظراً لتاريخ عائلته وتحديداً أخويه في الحزب، لكنّ الغربة والرغبة في أن يبقى متحرّراً من أيّ قيود حزبيّة أبعدتاه عن أي انتماء فعلي لأي جهة كانت.

على أمل أن يعود سعادة من باب دولة الرئيس…لتبقى الدولة.

فَلِأمثال لياقة سعادة تليق الألقاب.

                             

Comments: 3

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. نحن نفتخر بأمثال سعادة ، الله يقرب ما هو خيراً له . . .
    حقيقةً اعرفه عن بعد من خلال إبن إخته نبيل روادي ولكن الكاريزما
    التي يمتاز بها موجودة من مجرد مراقبته عن بعد . .

  2. ولأنه كلّ ما ذكر أعلاه نخشى عليه الدخول في هكذا حكومة إن تشكّلت وبالطريقة المتّبعة، فأصحاب القيم والأخلاق والمواطنة الحقة والنزاهة والترفّع والعلم والاستقلالية بالتأكيد مكانهم في غير حكومات المحاصصة والأدوار المرسومة سلفاً مع إحترامي لجميع الأسماء المقترحة.

  3. سلم قلمك وسلمت كلماتك سيدة عبد النور. تاثرت كثيرا بما كتبت عن دكتور شامي حيث انا كان لي الحظ ان اعمل معه في المركز الاقليمي للمساعدة الفنية التابع لصندوق النقد الدولي في بيروت ولمست كل ما ذكرت عنه فهو هاذا واكثر. سعادة سيكون الرجل المناسب في المكان المناسب اينما حل وتمنياتنا له بالتوفيق بالمهمة الصعبة لانقاذ لبنان الحبيب