مختلفة أو مماثلة

Views: 257

خليل الخوري 

في تقدير رئيس حزب القوات اللبنانية  الدكتور سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميل أن الحكومة الميقاتية الجديدة هي نسخة طبق الأصل عن سابقتها (…).

وربما يرى كثيرون هذا الرأي الذي طلع به فتى الكتائب ورئيس القوات. وفي تقديرنا فإن الحكومة الجديدة يمكنها أن تكون نسخة طبق الأصل عن حكومة  الرئيس الدكتور حسان دياب، كما يمكنها أن  تكون مختلفة كلياً عنها… والأمر يعود إلى الوزراء أنفسهم أكثر من الرئيس نجيب ميقاتي الذي يريد، ويعمل، كي تكون حكومته مميزة عما قبلها.

لماذا؟ وكيف؟ المسألة في أيدي الوزراء الجدد؟..

إذا مضى هؤلاء على نهج مَن سبقهم، بالعودة إلى  «مرجعيتي»، كما كان معظم السابقين يقول، قبل البت في أي موضوع فوق العادي، فإنهم يكونون قد قرروا  المراوحة القاتلة. أما إذا بادروا وقرروا فسيكون الأمر مختلفاً.

إن أحداً لا يجهل أن هؤلاء الوزراء جاءت بهم مرجعيات حزبية وسياسية وزعامات تقليدية… وفي المقابل، إن أحداً لا ينكر أن للبعض منهم حيثيات ومواقع، إضافة إلى أنهم ليسوا ملتزمين حزبياً، وإن كانت لهم ميول لا يتنكرون لها أصلاً.

والأهم من ذلك كله أن المطلوب منهم أن يتصدوا للمهام الضخمة التي تنتظرهم، حتى إذا تمكنوا من معالجتها بالتي هي أحسن نالوا ثقة الرأي العام، وهي أهم من ثقة النواب المضمونة. طبعاً الكل يعرف صعوبة المرحلة، لذلك لا نطلب من الحكومة المعجزات والخوارق، ولكننا نطلب الحد الأدنى في:

أولاً- ضبط انفلات الدولار الذي تبين أن صعوده الخرافي هو سياسي أكثر منه مالياً، وإلا كيف نفسر تراجعه ثلاثة آلاف وخمسماية ليرة في الساعة الأولى بعد تشكيل الحكومة؟!. وهذه أولوية الأولويات بالنسبة إلى  اللبنانيين الذين عرفوا، في هذه المرحلة القاسية، ضروباً من القهر والإذلال والبهدلة ما لم يعرفوه في تاريخهم كله.

ثانياً- الاستفادة من الدعم الدولي، الذي تبين بعد صدور مرسوم التأليف، ولو بنسب مختلفة راوحت بين الحماسة والفتور، لإعادة ربط ما انقطع من خطوط بين لبنان والخارج… وهو انقطاع مروّع أدى إلى عزلة خانقة، برزت تداعياتها السلبية جداً على الصعدان كافة.

ثالثاً- وبالتلازم مع البندين السابقين زمنياً، ومن حيث الأهمية كذلك، معالجة أزمة المحروقات علاجاً جذرياً.

أما سائر الأزمات فمعظمها مرتبط بما تقدم بشكل أو بآخر …

وفي ضوء ما تنجز الحكومة الجديدة أو لا تنجز، تكون مماثلة لسابقتها أو مختلفة عنها .

وذلك هو الامتحان الكبير.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *