تشكيل الحكومة… بين المعركة الرابحة والمعركة الآتية

Views: 387

د. رندلى جبور

تشكيل الحكومة بحد ذاته معركة رابحة. من هذا العنوان تنطلق مصادر سياسية رفيعة لتفنّد عبر Media factory news كالتالي:

أولاً: ان تشكيل الحكومة عطّل التعطيل المتعمّد من قبل أفرقاء داخليين أرادوا استكمال حصار الرئيس ميشال عون وضرب عهده وتضييع السنة ونصف السنة المتبقية من دون حكومة أصيلة، ما يزيد النقمة على الجنرال وعلى التيار الوطني الحر ويحمّلهما مسؤولية كل الازمات الراهنة. وتقول المصادر: بات للبنان جهة تنفيذية تتحمّل المسؤولية وتخفف العبء عن الرئاسة الاولى.

ثانياً: ان تشكيل الحكومة انتصار على مؤامرة الالغاء السياسي والاعلامي والشارعي الذي أراده البعض، وقد أثبت هذا التشكيل بالتالي أن محاولات إلغاء الوطنيين الشرفاء لم تعد مهمّة سهلة لا بل هي رهانات فاشلة تماماً كالرهانات السابقة المستمرة منذ ١٣ تشرين ١٩٩٠.

ثالثاً: ان تشكيل الحكومة انتصار للدستور والاعراف الميثاقية والشراكة الحقيقية والمعايير التي حاول سعد الحريري نسفها طيلة سنة ولكنه فشل في تحقيق مراده وفي تمريره عبر نجيب ميقاتي الذي امتلك الرغبة والارادة والجرأة بالتشكيل.

رابعاً: ان تشكيل الحكومة انتصار لرئيس فعلوا كل ما بوسعهم ليمنعوه من التشكيل او ليفرضوا عليه تشكيلاً على هواهم، فكان توقيعه على حكومة أصيلة من الاختصاصيين الحاصلين على الغطاء السياسي، مغايراً للتوقيع الذي أرادوه فلم يأخذوه منه.

خامساً: أثبت تشكيل الحكومة أن كل اتهاماتهم للرئيس عون وجبران باسيل بالتعطيل كانت اتهامات باطلة ولا ثلث معطلاً ولا عقد مستعصية ولا ثلاث ثمانيات بل حكومة تنسف كل الاشاعات السابقة.

وبالتالي تعتبر المصادر أن أكثر الرابحين من التشكيل هم الرئيس عون والرئيس ميقاتي، وأكبر الخاسرين سعد الحريري ولو يدعي دعماً لحكومة ميقاتي وحرصاً عليها وكذلك الرئيس نبيه بري الذي ولو فرض الاسماء والحقائب التي يريدها ولكنه لم ينجح في مخطط العودة الى حكم التريو، وأكثر المرتاحين هو الرئيس حسان دياب.

ولكن المعركة الكبرى الآتية وفق المصدر هي معركة الاصلاح، وعلى رأس الاصلاح التدقيق الجنائي وهي المعركة التي سيخوضها الرئيس عون والتيار بكل عزم وقوة وإرادة صلبة.

وإذا كانت الحرب القائمة على الفساد والفاسدين لم تنته فصولاً بعد وستتخللها معارك قاسية لأن جنود الفساد سيحاولون الحفاظ على وجودهم ومكتسباتهم ومنظومتهم، إلا ان العونيين سيخرجون منها منتصرين تماماً كما خسروا معارك صغرى كثيرة ولكنهم كانوا يربحون الحرب في النهاية.

وبين المعركة الرابحة والمعركة الآتية، المسار الاصلاحي بدأ وسيستمر ولن ينتهي قبل شطف الدرج الوطني، وما أرادوه حصاراً كان في الحقيقة انتصاراً!

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *