بِئْسَ هَذِي الأَيَّامُ!
مُورِيس وَدِيع النَجَّار
(تَحِيَّةٌ لِمَعالِي الوَزِيرِ الصَّدِيقِ الدَكتُور مِيشال النَجَّار لِمُناسَبَةِ انتِهاءِ
مَهامِّهِ الوِزارِيَّةِ بَعدَ تَشكِيلِ وِزارَةٍ جَدِيدَةٍ في 14/ 9/ 2021)
يا أَخِي طالَ، في العِراكِ، المَسارُ في ظُرُوفٍ شُؤُونُها أَوزارُ
جِئْتَ، في حُلْكَةِ الأُمُورِ، نَقِيًّا، ثُمَّ غادَرتَ ما عَلَيكَ غُبارُ
شِئْتَ أَن تَنضِدَ المُبَعثَرَ إِذْ في حَوْمَةِ السُّوْءِ كَم تَفَشَّى دَمارُ
فَالصَّعالِيكُ واللُّصُوصُ عُيُونٌ شاخِصاتٌ، ورَأْسُهُم سِمْسارُ
كَيفَ يُجرِي الأَمِينُ مِثلُكُ فِيهِم، قَوْلَةَ الحَقِّ، والنُّفُوسُ صِغارُ؟!
لَيتَ شِعرِي… كَم يُظْلَمُ الشَّهْمُ إِمَّا فَوَّضُوهُ ودارُهُم تَنهارُ
أَنتَ وَفَّيْتَ، يا صَدِيقِي، أُناسًا أَمَلُوا فِيكَ خَيْرَ راعٍ يُجارُ
لَو دَرَوْا كَم سَهِدتَ كَيما تُعَلِّي هَيكَلًا في رِحابِهِ إِعصارُ
لَتَغاضَوْا عَن نَقْصِ رَيْعٍ، طَفِيفٍ… صَدَقَ القَصْدُ إِذْ تَفَشَّى البَوارُ
إِنَّ مَوْلَى الأَقزامِ في كُلِّ حَفْلٍ مِن حِمانا مُسَلَّطٌ قَهَّارُ
بِئْسَ هَذِي الأَيَّامُ يَختالُ وَغْدٌ في يَسارٍ، وتَنزَوِي الأَبرارُ!
***
أَزِفَت ساعَةُ السُّكُونِ، أَما شاقَتْكَ ــــــــــ لِلرَّوْحِ أُلفَةٌ ودِيارُ؟!
يا صَدِيقِي، مِنِّي إِلَيكَ نِداءٌ، هو آهِ الخُلَّانِ: عِيْلَ اصطِبار!
نَحنُ نَسرِي، والعُمرُ في الإِثْرِ يَجرِي، كُلَّما غَذَّ يَقْصُرُ المِشوارُ
فَلْنَدَعْ لِلهَزازِ بُقْيا مِنَ المَرْجِ، ــــــــــ فَيَشدُو على هَواهُ الهَزارُ
آنَ أَن نَستَعِيدَ بَعضَ لَيالٍ مِن سَداها الكُؤُوسُ والأَشعارُ
بَينَ صَحْبٍ تَعاهَدُوا، وتَصافَوْا، وتَآخَوْا فَما دَهَتْ أَكدارُ
رُبَّما عاكَسَ الزَّمانُ، فَذَرْنا لا نَهَبْ لِلزَّمانِ ما يَختارُ
نَحنُ نَشتاقُ أَنْ نَعُلَّ رَحِيقًا، لَنا، في عِطْرِهِ، هَوًى وَخُمارُ
بَينَ جَمْعِ الأَخدانِ، والدَّنُّ يُومِي، فَيُوافِيهِ، لِلنَّدَى، سُمَّارُ
هِيَ ذِي لَذَّةٌ، إِذا ما ــــــــــــــ عَزْمَةٌ ثُبِّطَت، تَوارَى السُّوارُ
وَعَرارٌ في أُفْقِنا يَنشُرُ الضَّوْعَ، فَهَيَّا، أَما يُنادِي العَرارُ؟!
وَمَكانٌ يَضُمُّنا هو شَوْقٌ، ولَنا فِيهِ قِبْلَةٌ ومَزارُ!
(Ultram)
