ثقة الناس

Views: 257

خليل الخوري 

 

لا مفاجأة في جلسة التصويت على الثقة بالحكومة اليوم… فهي مؤمّنة ومضمونة ووازنة، ذلك أن التسوية الحكومية التي توصّل إليها الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي، والتي سرّع الوصول إليها الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الإيراني ابراهيم رئيسي، كان أحد بنودها إعطاء كتلة  التيار الوطني الحر الثقة…

في أي حال لا نذكر (على أيامنا)، ولا في ما تناهى إلينا من قبل أن حكومةً سقطت في مجلس النواب بحجب الثقة عنها. وعليه، فإن نَيل الثقة هو تحصيل حاصل، ولا نقول إنه أحد فصول المسرحية اللبنانية الفولكلورية، ولكن الجميع يعرف كيف تكون الثقة مضمونة سلفاً. وأما الكلام من نوع: ننتظر البيان الوزاري لنقرر موقفنا من منح الثقة أو حجبها فهو من نوع اللتّ، والحكي الذي لا يرخّص بضاعة.

في أي حال الثقة تكون من الناس وليس من النواب الذين يمثلون الناس نظرياً، أما على صعيد الواقع فالأمر مختلف. ثم أن الناس لا يعنيها، عموماً، ماذا في البيان الوزاري من بنود وعهود، والتزامات وتعهدات… لأن التجارب أثبتت أن البيانات الوزارية ليست أكثر من حبر على ورق. وعمرها الحكومات ما نفذت بياناتها.

فماذا يستفيد الناس من الكلام المعسول إذا لم يقترن بالتنفيذ؟.

اللبنانيون لا يعنيهم بقليل أو كثير أن يسمعوا الرئيس ميقاتي يقرأ فقرة عن تفجير المرفأ… ولكن يهمهم بالتأكيد أن يعرفوا كل شيء عن باخرة نيترات الأمونيوم: مَن جاء بها؟ ولحساب من؟… من أعطى الأوامر بتفريغها؟… ولحساب من أيضاً؟… ومن سحب منها الكميات الضخمة بآلاف الأطنان؟… إلخ.

والناس لا يهمها الكلام على أزمة الكهرباء، فهي تعرف التفاصيل من طقطق إلى السلام عليكم. ولكن يهمها أن يشتعل النور في مصابيحها… ولا يعنيها الكلام على الدواء، بل أن ترى عبوات الأدوية مرصوفة على رفوف الصيدليات… ولا تريد من يخبرها عن المازوت والبنزين، إنما تريد أن تراهما في خزانات السيارات والمصانع… ولا أن تعرف أن ودائعها محتجَزَة، بل أن تراها وقد أُفرج عنها… إلى ما هنالك من إجراءات تنفيذية…

وما سوى ذلك فتقطيع للوقت حتى موعد الانتخابات النيابية المقررة في 8 أيار المقبل، ليحسبوها وفق المصالح: تُجرى أو تؤجّل!

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *