محطة مع العصر
الكاتبة سرى العبيدي
سفيرة الجمال العالمي
عجبا لمن بنى حياته على المصلحة وجعل كل شيء بمقابل مادي ، فلا يعترف بالوجود الوجداني ، و للأسف الشديد هذا ما اصبحنا نعيشه في معيشتنا اليومية ، فما من لقاء إلا لمصلحة نفعية او استغلال مادي او مالي او ذاتي .
وينسى الانسان أن مكوناته الأساسية تتأسس على الجسم الإحساسي ، بينما الجسم الفيزيائي فهو وعاء يحتضن تلك المكونات الأساسية ، غير أن هذا الانسان دائما يعكس المنظومة البشرية، مما يولد له توترات و مشاكل واخفاقات، و هذا كله يجعله في حالة من الانفعالات النفسية والحسية ، ويدخله في حالات مرضية فيزيائية مرجعها الحقيقي تلك الانفعالات العصبية و النفسية، مما يولد انهيارا خطيرا للحقل المغناطيسي للجسم وتحطم الهالة الذاتية و تتسرب عندئذ كل السلبيات والامراض إلى هذا الجسم الفيزيائي .
إن الاساس الحقيقي للحياة هو السلام والسلام الداخلي اولا ، لكن عندما نبني حياتنا على المنفعة المادية والمصالح الذاتية فإننا نكون قد سقطنا في مصيدة الانتحار المعنوي والاندحار الإنساني ، فالله تعالى أفنى مخلوقات قبلنا غيبت الوازع الإحساسي و غلبت المصلحة المادية ، و جعلنا له خلفاء كي ننشر الخير والعمران الإنساني الأخوي .
غير أنني ما التقيت بأحد ولازمته إلا وجدته يوثر الربح المادي والاستغلال البشري والفكري على حساب العلاقة الإنسانية المبنية على الحب والإخاء والصفاء، لكن دائما هناك استثناء، و الاستثناء هو ما اعتد به و الزمه .
فتبا ثم تبا لمن بنى حياته كلها على المصلحة المادية،
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم “والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ٱمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر” صدق الله العظيم .
★الإيمان مقره القلب، و القلب منبع المشاعر و الأحاسيس
★العمل الصالح دافع الإيمان والحب
★التواصي بالحق أساسه حب الخير ومنطقه العاطفة وروحه الوجدان
★التواصي بالصبر المجالسة والمجالدة والتلاحم والتٱزر .
ودون ذلك فهو الخسران المبين.
(Valium)