رسائل إلى أمي… الرسالة الثالثة عشرة: في يوم ميلادي!

Views: 1065

رندلى جبور

ماذا أقول يا أمي في العيد الذي يقول بكامل الحب والعطاء والتضحية إنكِ سبب وجودي وإنني في مثل هذا اليوم وُجدْتُ بفضلك، وأكملتُ حياتي بفضلك، وحققتُ نجاحات كثيرة بفضلك أيضاً، وبفضل أبي وإخوتي ومن أحبّوني بصدق.

ماذا أقول يا سبب وجودي وأنتِ ما عدتِ موجودة؟

ماذا أقول وهو عيد ميلادي الاول من دونك، يا عيدي ويا ميلادي!

كثيراً ما فكّرت كيف للأم أن تموت وهي مُعطية الحياة!

كيف لشريكة في الخلق أن ترحل؟ كيف لتوأم الإله في استمرار البشرية أن لا تستمر هي على هذه الارض؟

موجع هو هذا التفكير، ولكن ما يعزّي أن الأم حتى حين تغيب تبقى حاضرة، وحتى في موتها تبقى هي الحياة!

 

يا أمي، أرسلتُ لك باقة حب وشكر عبر موج البحر اليوم، وبعثتُ مع نسيم الجبل كلماتي، وجدّدتُ فيها لك وعد العشق إلى أبد الشعور…

 

يا أمي، هو عيد بكيتُ فيه ولكنني أيضاً ابتسمت…

بكيتُ لفراقك، وابتسمتُ لحضنك الذي حضر صباحاً وارتميتُ فيه وأنا أسمعك تقولين: “انا معك وبدي اياكي مبسوطة”…

فرحي أقدّمهُ لك، ودموعي أغسلُ بها نفسي علّني أصبح بنقاوتك وطهارتك…

 

أمي، كثيرة هي المشاعر المتخبطة في هذا النهار، ولكن الثابت فيه وفي كل يوم أنك ساكنة في العقل والروح، تمُرّين خفيفة بعطرك، ببرجك الذي هو برجي، برج السرطان الذي يروي عنا قصص حنان لا تنضب مع قوة وصلابة لا تنحني إلا لخالقها ولك يا أمي، ولأبي أطال الله بعمره!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *