مكتبات الشارقة العامة تطلق مبادرة مستشار القراءة لمساعدة القراء على اقتناء الكتب المناسبة لاختصاصاتهم
أطلقت مكتبات الشارقة العامة التابعة لهيئة الشارقة للكتاب مبادرة “مستشار القراءة” التي تنظمها مكتبة “خور فكان العامة”، ضمن فاعليات مركز “إكسبو الشارقة” حيث تقام الدورة الـ40 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب.
والمبادرة هي الأولى من نوعها، لمساعدة القراء من مختلف الفئات على انتقاء الكتب والإصدارات التي تتناسب مع اهتماماتهم وتنمي لديهم الشغف بالقراءة. وتتيح المبادرة لمن يتسنى لهم التسجيل فيها، فرصة استثنائية للقيام باختيار أحد المستشارين المتطوعين، والاستفادة من خبراته وتجاربه في انتقاء الكتب الملائمة لتخصصات أو ميول أو موهبة كل شخص، من خلال أخذه في جولة بين أروقة المعرض برفقة كاتب أو خبير من المشاركين في المبادرة.
وعلى هامش فعاليات المعرض، يعقد “مؤتمر المكتبات” في دورته الثامنة، بالتعاون مع جمعية المكتبات الأميركية، لمناقشة الاتجاهات والتقنيات الجديدة في إدارة المكتبات، وتعزيز علاقات التعاون على مستوى توسيع قواعد البيانات، وتنمية المهارات القيادية، وتطوير خدمات جديدة للمجتمعات المحلية.
قرنح
ومن ابرز الجلسات الحوارية، لقاء مع الفائز بجائزة نوبل للآداب (2021) الكاتب والروائي التنزاني من أصول عربية عبد الرزاق قرنح، الذي اعتبر ان “الكتابة كقطعة موسيقية، نسمعها ولا نعرف سر جمالها”، لافتا إلى أنه عمل في سنوات حياته الأدبية على “إبراز معاناة المهاجرين الذين أفضت بهم الحياة إلى ركوب المخاطر والسفر خلف حياة أفضل”.
وقال قرنح: “أكتب للوصول إلى حياة أكثر تعبيرا عن أعماق الناس الذين أتحدث عنهم بكل صدق، بحيث أنقل الصورة الحقيقية عن معاناة المهاجرين، ولا أكذب، وأنا أعبر عن تجاربهم لصالح الحبكة، وبالتالي فإنه ينبغي أن ننظر بأعين ثاقبة إلى ما نحاول أن نكتب عنه، دون مغالاة أو مزايدة على الواقع”.
وحول رحلته إلى جائزة نوبل للآداب، أشار قرنح إلى أنه لم يكن يمتلك “العناصر ” التي تجعله يتوقع أن يصبح “كاتبا محترفا في يوم ما”، وأنه كتب العديد من القصاصات التي جمعها خلال رحلته مع الكتابة بعد أن حط رحاله في بريطانيا مهاجرا عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، و”مرت تلك القصاصات على الكثير من دور النشر”، التي كان يحاول أن ينشر لديها، إلى أن “شاءت الظروف” أن تقبل إحدى دور النشر بروايته التي أصبحت نافذته “نحو عالم القراء”.
وعن رأيه بالكتاب الأفارقة، وأسباب عدم انتشار أعمالهم في الوسط العالمي، أوضح عبد الرزاق “أن القارة السمراء تحفل بالكثير من المبدعين الذين برزت أعمالهم على الساحة الأدبية في السنوات الأخيرة وما قبلها أيضا، وأن لديهم تجارب ثرية يمكن أن تدهش القراء في مختلف بلدان العالم”، مؤكدا أن “عدم انتشار تلك الإبداعات خارج إفريقيا لا يقلل من شأنها، خاصة وأن هناك تفضيلات عديدة من القراء والناشرين بدأوا بالالتفات إلى الأدب الإفريقي، الذي يترشح العديد من رواده لجوائز مرموقة في كل عام”.
اللغة العربية
وكانت ندوة ل”مجمع اللغة العربية بالشارقة” حملت عنوان: “المعجم التاريخي، المسيرة والإجراءات والنتائج”، شارك فيها رؤساء مجامع اللغة في العالم العربي. استعرض المشاركون مسيرة وآليات إنجاز “المعجم التاريخي للغة العربية”، الذي ولدت فكرته في عام 1932، منذ أن تأسس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، “ليكون بمثابة الحافظ لألفاظ اللغة العربية ومدلولاتها، على ان يكون العام 2026 موعدا لإطلاق المشروع بصورته النهائية في ما يقرب من 70 مجلدا”.
اضافة الى جلسة حوارية بعنوان “من الماضي إلى المستقبل”، تناولت كيفية استلهام الكتاب مواضيع كتبهم وحكاياتهم ودراساتهم الحافلة بالغريب والفريد والمدهش، من تراث شعوبهم والتراث الإنساني بشكل عام.
كما عرض الفائزون بدورة العام 2021 بمنحة الصندوق للعام 2021، وهم: كاثرين أويمانا من منظمة “أنقذوا الأطفال” العالمية في رواندا، وويل كلورمان من منظمة “الكتاب الإلكتروني” من كينيا، وتشيريكوري تشيريكوري من زيمبابوي، وآليسون تويد، المدير التنفيذي لمؤسسة “دعم الكتاب الدولية” من المملكة المتحدة، وكوموريور بوشيراتو من مؤسسة “تعليم الفتيات” من غانا، تفاصيل مشاريعهم، وشاركوا تجاربهم وخبراتهم والتحديات التي واجهتهم والدروس التي تعلموها خلال النجاح في عملية إعداد وتنفيذ مشاريعهم.
ورش عمل
كما تضمن المعرض ورش عمل متنوعة لكل الفئات العمرية، من “صناعة الفن مع الروبوتات” التي تقوم على دمج الأدوات التقنية وصناعة الروبوتات مع الفن، إلى حديقة تتجول فيها الأشجار والنباتات السحرية، قدمها عدد من الفنانين الإسبان، الى الصور الفوتوغرافية وآلية التقاطها وفق أسس إبداعية، وكيفية انشاء ملصقات افلام، اضافة الى مختبرات العلوم والفن والرسم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والزراعة وركن الطهي.