“رُباعیّة بیروت”… أَتَهَيَّأُ لِأَعودَ وَأُلْقِي الْسَّلام

Views: 502

“رُباعیّة بیروت”  أناشید لفارس الحَرَموني المهجري نُظمت بین 2014 و2019، وكان الكتاب ماثـِلاً للطباعة قُبيل التفجير البربري لبيروت. صدر عن دار نلسن في بيروت.

يعود ريع الكتاب لمساعدة المتضررين من تفجير بيروت من خلال مؤسسة:

LIFE Humanitarian Relief Effort. Life Generation.

Website https://lifelebanon.org

 

 

 

 

فارس الحَرَموني المهجري

 

 

هَا أنَذا، ذَاكَ الفَتَى

إشتَغلَ في شَوارِعِكِ

ولَمْ يَكتَرِثْ لِلفَقْرِ

لِأَنَّ النُّشُوءَ فِيكِ نَشوَةٌ وغِنَى

 

أتهَيَّأُ، أتهَيَّبُ وأتبَاهَى

لِأَعُودَ إلَيكِ وأُلقِي السَّلامْ‏

عَلَى دَارِكِ عَلَى دِيَارِكِ

وَفِي دَوْرَتِي جَلَالَةٌ واحتِرامْ‏

وشَوْقٌ ووِئَامْ

وأَكْبُتُ خَوْفِي

أَن لَا أَستَوْعِبَ حَاضِرَكِ

وأَن أَتسَمَّرَ فِي مَاضِيِكِ

 

وَفَزَعِي أَن لَا تَتذَكَّرِي

فَتًى نَشَأَ فِي مَدَارِكِ، لَعِبَ فِي أزِقَّتِكِ

ومَشَى مَسْكُوناً بِشَوارعِكِ وأسْوَاقِكِ

ومَا زَالَتْ رَوَائِحُهَا نَسِيماً يُعَطِّرُ شَمَّهُ

 

وأصْوَاتُكِ تَرِنُّ وتُرَتِّلُ

تَمُوجُ وتَصْخُبُ فِي سَمْعِهِ

أَصْدِقَاءُ وَنَاسُ ذاكَ الزَّمَانِ

يَا تَرَى مَن يَدْرِي؟

لَكِنَّكِ، مُنْذُ رُحْتُ، أَنْتِ تَدْرِينْ

لَا رَحِيلِي عَنكِ ولَا الرُّجُوعْ

إلَّا التَّوْقَ والْحَنِينَ إلَيكِ

حَيثُ الرَّحْبُ والسِّعَةْ

 

رَعَيْتِني عِشْرِينَ عَاماً‏

سَافَرْتُ بَعيداً دُونَكِ وعَنْكِ

وعَن أَحْبابي وأقْرَانِي

وعَن أوَّلِ وأعَزِّ حُبِّي وغَرامِي

 

حَمَلتُكِ عَلَى كَتِفِي وعَلَى ظَهْرِي

ودُرْتُ عَابِرًا عَلَى بِسَاطِ العَالَمْ

مِن بَاعَةِ ” الكَشَّةِ ” ولَمْ أبِعْكِ

لَكِنِّي تَغنَّيتُ بِكِ‏

وشَرَحْتُ بَهاءَكِ

واستَنزَفتُ الكَلِمَ والقَصيدْ

والتَّخَيُّلَ بِكمَالِكِ والجَمالْ

حَتَّى أَولاَدِي مُهْجَتِي وفَخْرِي

 

أمامَهُمْ صِرْتُ هُزْأةً

“سَمِعْنَا ذَلِكَ مَدِيداً يَا الوَالِد وَزَهِقْنا”

“تَجرَّأْ وخُذْنَا إِلَيهَا”‏

لَكِنَّنِي وَمِن وَجَلِي

 

إرتَأَيْتُ أَن لَا يَتعَرَّفُوا مَن أَنْتِ

إِلَى أَن يَبلِغُوا، إِلَى أَن تَضْحَكَ

سِنُّ الرُّشْدِ

وَلِأَنِي أعْلَمُ

أنَّهُمْ كالعَدِيدِ قَبلَهُمْ

فِي انْبِهَارٍ إِزَاءَكِ وَفِي عِشْقٍ

وكَأَبٍ حَذِرٍ فَزْعانْ

وزَنْتُ أَن يَتحَمَّلُوا وحدُهُمْ

 

وِزْرَ الفِتْنَةِ بِكِ…

‏ آهٍ مِنْكِ

وخَوْفِي عَلَيهِمْ

وعَتَبِي عَلَى الآلِهَةِ وعَلَيكِ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *