“أغصان وجذور” للدكتورة إلهام كلّاب… تحدّي العادات وجرأة وريادة
سوسن مرتضى
في “أغصان وجذور” تأخذنا د. إلهام كلّاب رحلةً في قطار زمنها، لنعيش معها تفاصيل حياتها الغنيّة المشبعة بالحب واحتضان العائلة والأماكن الأثيرة والعلم والثقافة والرفقة الطيبة والنضال والعطاء والشّغف….
هي رحلة للحواس تمتدّ من عمشيت إلى جبيل إلى بيروت إلى باريس وبلاد أخرى زارتها إلهام وتركت فيها أريج كلماتها، والكتاب رحلة للروح عبر حَكايا ممتعة يزيّنها حس فكاهة وعفوية تنضح بهما شخصيّة صاحبته.
وفي الكتاب / الرحلة محطّات إنسانيّة ورسائل قيّمة في التربية والعدالة بين الجنسين وملاحقة الأحلام وتقبّل الآخر المختلف وتحدّي العادات والجرأة والرّيادة واحترام حرّية الغير حتى ولو كانوا أَولادنا… خاصّة إذا كانوا أولادنا…
قرأت الكتاب في يومين وكم وجدته يشبه صاحبته، بسيط على أهميته مرح على جديته دافئ برفعة، ودود الى أبعد حدّ، وكأنّك تجالس صاحبته في بيتها البحريّ أو تحضر معها الندوات أو تتناول معها الزعتر حين تنفذ وجبات الوالدة.
لم تأت إلهام على ذكر حزن او خيبة أو لوم أو ندم…إلّا في ما ندر وبخفّة فراشة، حتى لكأنّ دموعها قطرات ندى!
تحليلي الشخصي أنّ إلهام أرقّ من أن تسمح للعواصف أن تعكّر صفو الرحلة بغيمة مقطّبة أو ببرق غضب أو بمطر حزن.
أرادت كتابها باقة فرح تشهد أنّها عاشت وأحبتّ وأعطت وناضلت وسامحت…
شكري ومحبّتي الكبيرين للصديقة د. إلهام كلّاب على الإهداء الدافئ وعلى المطالعة الممتعة.
