بلد التناقضات

Views: 62

خليل الخوري 

في غمرة هذه الأزمة الاقتصادية – المعيشية الخانقة تجد مظاهر للثراء، بل للفحش في الإنفاق، ليس على ضرورات الحياة وتكاليفها في حدّها الأدنى، إنما على البذخ في أكثر مظاهره مبالغة.

ونبادر إلى القول إننا لسنا نقصد توجّه الناس، أو من يتمكن منهم، إلى المنتجعات والمقاهي والمطاعم، في مرّات نادرة، وعلى العكس فهذا عنوان حب الحياة المطبوع عليه شعبنا، والمعروف به، والذي كانت الصحف العالمية تنوّه به منذ عهد الاستقلال، حتى سنوات قليلة مضت. ولم تكن مجرد مصادفة أن استمر المثل السائر قيد التداول زمناً طويلاً إلى ما قبيل هذه الأزمة، وهو: «فلاح مكفي سلطان مخفي».

إلّا أن التناقض الذي تحدّثنا عنه في مطلع هذا الكلام لا يُقْتصَر على هذه الناحية، إنما يدخل في سائر معالم حياتنا الإنسانية والثقافية، وبالطبع السياسية.

ومن أسف أن هذا التناقض بدأ يأخذ أبعاداً بالغة السلبية، خصوصاً ازدواجية المواقف من القضايا المصيرية… وعلى سبيل المثال لا الحصر نورد الآتي:

هناك من ادعى ويدّعي أنه مع الثورة وهو لا يترك في مجالسه الخاصة مناسبةً من دون أن يتناولها وقادتها بأشنع النعوت والأوصاف.

وفي هذا المجال هناك من يزعم التقرب من الثورة وهو، منذ نشأته السياسية، نقيض فاقع للثورة والثوار.

وهناك من يحاضر في العفة وهو أشدّ الفاسدين فساداً.

وهناك من يرفع شعار الديموقراطية، وهو راسف في أغلال الإقطاعية.

وهناك من يدعونا إلى التحديث والتجديد، وهو مقيم على الموقع والكرسي من الأبد إلى الأزل…

ومن باب الإنصاف، ووضعاً للأمور في نصابها، نقول إن هناك من ادعى أنه ثورة وكان، ولا يزال، مأجوراً للتخريب.

(Xanax)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *