“أرض المبدعين” تكرّم مبدعين من جبيل

Views: 218

 أقامت “مؤسسة أرض المبدعين” حفلها الثاني لهذه السنة لتكريم فئات مبدعة في مهنتها من أطباء ومهندسين ومخترعين وشعراء وملحنين ورسامين وإعلاميين ومراسلين من جبيل، برعاية وزارة الثقافة وبالتعاون مع “مركز تموز” للدراسات والتكوين على المواطنية، في حضور ممثل راعي الحفل وزير الثقافة اللبنانية القاضي محمد وسام المرتضى المحامي شوقي ساسين، القيم البطريركي العام أنطوان شار، رئيس ومؤسس مركز تموز الدكتور أدونيس عكرا ، رئيسة مجلس ادارة والمديرة العامة لمؤسسة سيسوبال فاديا صافي وحشد من السفراء وعمداء وضباط في الجيش، رؤساء بلديات، مثقفين وفنانين، رجال فكر وإعلام وأهل المجتمع والاعمال وممثلي الصحافة ووسائل الإعلام .

 بكاسيني 

إستهل الحفل الذي قدمته الإعلامية مارغوريتا زريق بالنشيد الوطني، فنشيد “أرض المبدعين”، ثم تحدث كمال بكاسيني صاحب فكرة حفل ارض المبدعين الذي يقام سنويا لتكريم مبدعين من لبنان، فشكر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لإرساله تهنئة للمؤسسة والمركز والمكرمين ، ووزير الثقافة وفريق عمل الوزارة على التنسيق والرعاية، متمنيا إستمرار التعاون. وبعد الترحيب بالحضور قال: ” عندما يصل الوضع الى هذا الحجم من الصعوبة في وطن عظيم، في وطن نعشقه اسمه لبنان، يصبح الابداع هو الامل، هو الشمعة، هو الخلاص. نحن اللبنانيين ورغم أننا لم نعش يوما في كنف دولة قوية ، لم نعتد يوما أن ندفن أحلامنا وأن نعيش بلا أمل وألا نقاوم ولا نحاول. 
 
كم هو رخيص الانسان الذي لا يضحي في سبيل وطنه. عيون أولادنا مليئة بالخوف على المستقبل وفي عقولهم ألف سؤال وسؤال”.
 
أضاف: “لا معنى للإنسان من دون وطن، لكن الحياة في هذا الوطن أصبحت صعبة جدا، سنظل نحلم كل ليلة ان لبنان سيعود ليشبهكم انتم، لبنان العطاء، لبنان العمل، لبنان الارادة الصلبة، لبنان سارة خليفة، لبنان مارك الذي يجب تكريمه كل يوم، لأن على الرغم من اصابته صمم على تأسيس فريق willer team ويصل مع فريقه الى المرتبة الأولى في لبنان . دائما نفتخر بمغتربيننا الذين رفعوا سم لبنان  أمثال زياد حمزة، ونحترم كبارنا كالاستاذ اميل حايك ونحترم تجاربهم ونطبق اقوالهم”.

وتابع: “الليلة سنطلب من العميدة تيريز الهاشم ان تحول لبنان كله الى مدرسة تعلمنا التربية الوطنية الحقيقية من جديد، تربية ” كلنا يعني كلنا” مسؤولون عما وصل اليه البلد، ونطلب من استاذ بيار كرم أن ينحت لنا حفنة من الكرامة وحب الوطن في قلوب بعض من مسؤولينا، ومن زياد نصار أن يبدأ بالتحضير لاحتفال على مساحة الوطن ، نحتفل فيه بانتصار وطننا، الذي سيبقى رغم انف الرافضين، وطن الابداع والثقافة، وطن الممثلين العظماء كسمير عواد، الرسامين كأندريه كالفايان وننشد بصوت اوبرالي، بصوت ماكسيم شامي باقيين على عشق تراب لبنان”.

وأردف : “سنضع تمثالا من شمع شوقي ابي حنا يحكي قصة شعب لم يقبل لا الهزيمة ولا الاستسلام ، فالاقوال مثل : “ما فينا ، ما منقدر، في مؤامرة” هذه اختيار لطريق الذل والاستسلام. فعظمة الأوطان تقاس بدرجة عدم استسلام شعبها .لبنان تميز دائما بمحبة أهله له ، فها هي الدكتورة نادرة عساف عادت الى وطنها لنشر ثقافة الفن لتحويل شباب لبنان من جيل حرب الى جيل ثقافة يحب السلام والتضحية، لذلك ايضا نجد في وطننا مبدعين كالدكتور بيتر نون الذي لم يكتف بنجاحاته في الطب ، بل سخر انجازاته وتميزه في سبيل انقاذ مرضى السرطان الاطفال من خلال جمعية first kids”.

عكرا

بدوره، قال رئيس ومؤسس مركز تموز أدونيس عكرا شارحا تسمية المركز: “تموز يرمز الى مبدأ الحياة، والحب، والخصب، والى مبدأ القيامة من الموت واستعادة الحياة بوهج متجدد، وزخم يولد نهضة جديدة في الكائنات الحية عموما، ولدى الشعوب التي كانت تمارس شعائر العبادة والتقديس في مناسبتي موته وقيامته. إنه رمز التجدد بعد كل بلاء، والنهوض بعد كل تعثر، والقيامة بعد كل موت. إن ما ترمز اليه اسطورة “تموز”، الطالعة من بيئتنا الحضارية، لهو جدير بأن يتخذه مركزنا كمحفز للعمل الفكري والميداني من أجل تحقيق الأهداف النهضوية التي ارتسمتها كوكبة من المفكرين والباحثين اللبنانيين الطامحين (رجالا ونساء) الى توسيع حلقتهم لتجمع زملاء وزميلات كثرا من لبنان والدول العربية، بحيث تتعاضد جهودهم سعيا الى قيام الدولة المدنية الديموقراطية وتطويرها في بلدانهم”  
 
أضاف: “نحن نهدف ونسعى الى قيام الدولة المدنية الديمقراطية، وتعزيز قيم الحق بالاختلاف والتنوع، كما نهدف الى ان يكون التعليم الديني بموجب وثيقة الاخوة الإنسانية الصادرة عن الكرسي الرسولي (البابا فرنسيس) وعن جامعة الأزهر (سماحة الشيخ أحمد الطيب) من أجل هوية جامعة متعددة الثقافات. {الله واحد والدروب اليه متعددة: ان الذين آمنوا، والذين هادوا، والصابئين، والنصارى، والمجوس، والذين أشركوا، ان الله يفصل بينهم يوم القيامة. ان الله على كل شيء شهيد.}

وعن “التكريم في هذه الأزمنة الرديئة”، قال: “السؤال في محله: الزمن اليوم في وطننا رديء. ولكن في محله أيضا أن الأزمنة الرديئة تكررت وما توقفت في هذا الوطن الصغير. إلا أن المبدعين لم ينتظروا الأزمنة السعيدة ليبدعوا. ففي إبداعاتهم وانجازاتهم علامات زمانية سعيدة لتجدد آت، ونهوض قريب، وقيامة منتظرة. ولو اننا نحن بقينا بانتظار الزمن السعيد (وزارة الثقافة ونحن)، والأعمار بيد الله، لربما كنا سنكون قد تأخرنا عن تكريمهم، في الوقت الذي توانى عن تكريمهم، وفي أزمنة سعيدة، كل الذين كان عليهم أن يفعلوا ذلك قبلنا”.

وختم بشكر الوزير المرتضى وبكاسيني، “وزميلتنا الدكتورة كلود مرجي للجهود التي بذلتها عن مركز تموز في المشاركة بإنجاح هذا الاحتفال”.

 كلمة الرعاية

وبعد كلمة للقيم البطريكي العام الاستاذ انطوان شار ألقى ساسين كلمة الرعاية ناقلا “إعتذار وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى عن عدم حضوره شخصيا فعاليات الإحتفال لوجوده في مهمة رسمية خارج البلاد”، وقال: ” “الجبل الملهم” ديوان بالفرنسية لشارل قرم، “لبنان الشاعر” كتاب بالعربية لصلاح لبكي، “لبنان إن حكى” كتاب بالعربية أيضا لسعيد عقل”.
 
أضاف: “”أرض المبدعين” جمعية لبنانية نرفع اليوم نخب تكريمكم فيها، وسوى ذلك ما لا يعد من كتب ودواوين، ولوحات وتماثيل وأفلام، وتحقيقات ومسرحيات وندوات، وغيرِها من وسائل الإنتاج المعرفي التي ما نظرت إلى لبنان قط إلا ملتصقا بالحرف والإلهام مقترنا بالإبداع والتنوير”. 

وتابع ساسين: “أعمال وطدها ألقها في معجم الثقافة العالمية، تقول بأعلى حضورها: إننا وطن زف إلى البشرية أبجدية وأرجوانا، نعمة للعقول ورونقا للأبدان؛ ووهب العالم أساطير تشكلت من حمض جيناتها خلايا الحضارة القديمة؛ وأهدى الوجود غابة أرز سحرية، لم ينتصر جلجامش إلا بإجتيازها، ولم يرتو شغف لامارتين إلا بتظلل كبرى أشجارها؛ وأعطى الصلابة جبالا عصية أعجزت المتنبي فوقف دونها.وقال: وعقاب لبنان وكيف بقطعها وهو الشتاء، وصيفهن شتاء؟ وطن تراكم فوق ثراه الزمان وتواشجت فيه رسالات الأرض والسماء تفاعلا مخصبا للحياة، فهو شتى في واحد، مفرد في جمع… أو هكذا كان… يوم المبدعون عنوانه، وسادة أمره الأوحدون. فيا للهِ كيف صار! وكيف أمسى شعبه طريد غربة، طريح كفاف من هم عيش يفتقد أدنى مقوماته”.

وأردف : “لكن رويدا، لا ننحين باللائمة على أحد، لا على النظام السياسي ولا على السياسيين، لا على الخارج ولا على الداخل؛ لا على فساد الحكم ولا على المؤامرات. إن السبب هو انحسار الدور الريادي التوجيهيِ للمبدعين، واستقالتهم الطوعية أو الكرهية من قيادة المجتمع بالفكر الخلاق والفن الأصيل والقيم العليا، وتركانهم السدة للعصبيات”.

وقال: “نعرف كلنا يا سادتي ما للبنانيين من إسهامات رائدة في العلوم الحديثة بمختلف اختصاصاتها وطنا ومهجرا، وفي بناء الهويات الكيانية والقومية، وفي إعلان مبادئ حقوق الإنسان وإرساء قواعد الحريات العامة في مشرق خلو من الديمقراطية. وفي تكريس مفاهيم العدالة وسلطان القانون. ونعرف ما للفن اللبناني أمس واليوم، من رسوخ قلم ونغم ولون وإزميل وصورة في ميادين الفنون الجميلة، حيثما طلعت شمس على تراب وماء؛ فلو كان لهذا الوهجِالمعرفي الذي تمثلون أنتم رواءه، أن يتسيد الحياة الوطنية، لما بلغنا ما نحن فيه”.

أضاف: “ألا إن أمة لا يقودها المبدعون ليست سوى بدعة في الأمم. بيد أننا قادمون إلى هنا للقاء الفرحِ بكم وبإنجازاتكم التي تمسح كل قنوط. ولكي تمسك أيديكم المضيئة وعزائمكم الثاقبة بأمل استعادة لبنان، وطنا للإنسان، وحصنا للتاريخ الموغل في الوجدان، أبيض اسمه كثلج على قرنته السوداء، هادرا عزه كشلال ضوء على غرة صنينه. نحن هنا ليذكر حاضركم أجيالنا القادمة ببهاء عبر، وما زال يقعد من أشواقنا مقعد الجفن من إنسان عين؛ ويسكن في أحلامنا سكنى العبير في جرس قافية؛ فلعل أبناءنا في غد بسطوع ذاك الماضي يأتمون”.  

وختم بتقديم “تهانئ الوزير المرتضى للمكرمين مبدعا مبدعا، ولأرض المبدعين والأستاذ كمال بكاسيني ولمركز تموز للدراسات والدكتور أدونيس العكرة ولجميع الحضور”.

المكرمون

تخللت الإحتفال لوحات موسيقية وغنائية لبنانية ، بعدها توالت التكريمات ، والمكرمون في هذا الحفل هم : المدير العام لقطاع الموسيقى والاذاعات في مجموعة MBC زياد حمزة، الباحث والكاتب المحامي أميل حايك، مصممة ومدربة الرقص والاكاديمية المتميزة الدكتورة نادرة عساف، الدكتور بيتر نون لإنجازاته الطبية والانسانية، الاستاذ زياد نصار المصمم لبناني المنتقل الى العالمية، النحات الاستاذ بيار كرم لإبداعاته وانجازاته، الاستاذ شوقي ابي حنا لإبداعاته في نحت تماثيل الشمع، الآنسة سارا خليفة لإنجازاتها في مسابقات السباحة، المناضلة في المجال التربوي الدكتورة العميدة تيريز الهاشم ، الاستاذ سمير عواد لانجازاته في التمثيل المسرحي، الرسام اندريه كالفايان مبدع رسم خط والمغني الاوبرالي مكسيم شامي لمسيرته الفنية.

واختتم التكريم بحفل عشاء وقطع قالب الحلوى للمناسبة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *