سجلوا عندكم

حُلمٌ أزليٌّ قديم

Views: 484

نيسان سليم رأفت

ما يزالُ العالمُ يسيرُ إلى زوالٍ

وأنا أهرولُ في داخلي

أبحثُ عن فجرٍ …

 

يمنحني فرصةَ أن أصلبَ طولي

على شراعِ سفينةٍ مخروقةٍ بلا خضر !!!

كم كانَ المشهدُ ثقيلاً

حينَ صعدَ إلى جبلٍ يعصمهُ مني ؟؟؟؟

وتركني أغرقُ في ساعةِ هدوء تشققت أرضها

لا عين ثالثة، لا رابعة أو خامسة…

كالأعزلِ أمام مشهدٍ مرتبكٍ إلا من عينيهِ،

وثلاثِ قصائدَ قيدَ التصحيحِ

وقصيدتين لجنونهِ الذي كادَ أن ينتشلني

من سباتِ ضجرٍ فارغٍ ….

وعشراتِ النصوصِ من عذاباتِ الماضي.

الأسئلة المحتشدة حول عينيهِ كالولائمِ تشي بأنهُ

لم يكن في علمهِ أنَّ الحروبَ كالأقدار.

أكاذيبُ وأفخاخُ صيدٍ أرغمتني

على أن أسلكَ الطرقَ الوعرةَ

ليتهُ تركني أكذب لأكمل هذا الهراء…

واتوهُ في رائحةِ فروةِ رأسهِ

وعن سماعِ عباراتهِ التي تصيبني بالدوارِ

كبحارٍ مبتدئٍ على سفينةٍ

تحومُ حولَ رأسهِ النوارسُ دونَ توقف

في حركةٍ أبديةٍ بحثاً عن يابسةٍ منشودة٠

كل ما حدث كان حُلماً….!!!

لحمهُ ودمهُ وعظامهُ كلها حُلم قديمٌ أزليٌّ

تمناهُ عالمُ شعري والشِّعر لا يدركُ أمرَهُ

ما أفكرُ بهِ الآنَ هو:

كيفَ استطاعَ الفرارَ خارجَ حدودِ اللغةِ ؟!

من المؤكدِ أنه سيبقى هناكَ ينظرُ إليَّ

بصمتِ لغتهِ …

يمكنني أن أكملَ معهُ

وأضعُ الحقيقةَ في أيِ كتابٍ قديمٍ أتغافلُ عن فتحهِ

وأدعي بعدمِ معرفتي بمحتواه

لهذا ترتبَ علي أنْ أحسنَ التصرفَ

وأن أخلعَ عني النعاسَ الراقدَ في أعينِ الباعةِ .

منذُ أول حربٍ وانا أسوقُ الطرقَ

وابلغُ الشوارعَ التي لا تلتقي

كمسافرٍ لا يصل…..

كلُ محطةٍ تعيدني إلى القاطرةِ الأولى

وها أنا أسكنُ جنّةَ الهامشِ

دونَ المساسِ بأيِ حسٍ من شأنه أن يوقظَ الزمنَ

٠٠٠٠

أعترفُ بأنني طمعتُ أن آكلَ معهُ بعضاً من ذلك الحلم

حتى لو كانَ ببرودةِ غيمةٍ من ثلج

قبلَ زوال العالم..

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *