ومضيت
د. محمد توفيق أبو علي
ومضيتُ أرخي للجراح سُدُولا
فوجدتُ دمعي يسكب الصَّبْر الجميل جميلا
ورأيتُ في نبض الشَّغاف أحبّتي
يأبَون عنه رحيلا
فعرفتُ أنّ الحبّ رغم الموت يبقى رائدًا ودليلا
وطفقتُ أعدو في براري الروح، أسأله المددْ
فيجيبني رجْعٌ لصوتٍ في المدى:
مددًا مَدَدْ
حتّى نهايات الأمَدْ
وأطوف أسأل للرّمال نخيلا
فأرى انهمار النّخل غيثَ إجابةٍ
وأرى خرير الماء بوح تهجّدٍ
وبدتْ جرار الأمّهات مثابةً
وغدا جبين أبي سحابًا هاطلًا
يروي بماء مالحٍ للمستحيل حقولا
فيهيم قمحٌ بالرَّحى
ويسيلُ ماء ملوحةٍ عَذْبًا، ويضحي للعذوبة منهلًا وسبيلا
***
*من ديوان د. محمد توفيق أبو علي الجديد “غمام الرّوح وتعاويذ الياسمين”