سجلوا عندكم

الحسد وسيكولوجية القلق

Views: 275

أنطوان يزبك

غالبا ما تقدم لنا بعض التصرفات صورًا صادمة، ومشاعر غريبة لم نألفها، فنتوقف متأملين  بدهشة واستغراب ملؤهما الأسى ونتساءل:

كيف ولماذا؟ أيعقل أن يتصرف فلان بهذه الطريقة وهو الأخ العزيز أو الصديق أو الحبييب أو الشريك؟؟!!

يقول نجيب محفوظ: “أحيانا نفقد أشخاصًا إلى الأبد، لكنهم ليسوا أمواتا بل ماتت فيهم الصفات القديمة التي أحببناها”.

لا شيء يردع العقل من أن يقترف المساوئ على الرغم من الأعمال الطيبة التي يفني البعض حياته مراعاة للآخر، سواء كان شريكًا أو صديقًا أو زوجهًا. لا تفسير منطقيا لتصرفات عنوانها “جرح المشاعر” حتى لو حاول علم النفس فك احجية العقل والروح.

يقول فولتير: “إن الذين بإمكانهم أن يجعلوك تؤمن بأمور عبثية، بإمكانهم أن يجعلوك ترتكب المذابح”. في المقابل يقول المثل الشعبي الرائج

“عقلك في راسك إثنان بديروك”، أي مهما كنت قديرًا وصاحب عقل وفهم بإمكان الآخرين أن يجعلوك تنصاع إلى اهوائهم ورغباتهم وحتى ارتكاب الجريمة والعنف والأمور المشينة والمرفوضة أصلا..

مؤلم جدَا كيف يلبس الخائن والحاسد والمرتكب ثوب الطهارة والناس يصدقونه لا بل يؤدون له التحايا وصنوف الود والتحبب وكأنه قديس انزله الله وأسبغ عليه صفات العابدين الساجدين والأطهار الأولياء.

تزداد الحياة وحشية حين يسيطر الحسد والغيرة وكثرة الكلام، ما يزيد في تدمير مقومات الحياة. يبني الحسود قصورًا من أحقاد لا تلبث أن تسقط فوق رأسه، وهو بذلك يقايض محبة الناس بالبغضاء لشخصه، إنه موظف حقير عند إبليس الذي يمهّد له الطريق ليدخل حياة الناس من أجل تدميرهم.

نقرأ من سفر الأمثال في الكتاب المقدس (10:19): “كثرة الكلام لا تخلو من زلّة ، ومن ضبط شفتيه فهو عاقل”.

لذلك وجب الحذر من كل ما يقال وكيف يقال ومن يستمع وكيف يتلقى الخبر ومن ثم كيف يحلّله ويعود فينقله.

 يقول ويليام شكسبير: “الكلام السّيئ اللئيم يحطّ في أذن غبيّة”.

لذلك حذار ثمّ حذار من أن يتحوّل كلّ الكلام إلى كلام سوء، وتتحوّل كلّ الآذان إلى غباء.!!…

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *