ليّنات الملامس للمهمة الخشنة
خليل الخوري
بين هبّةٍ ساخنة وهبّة باردة، يبقى التوتر الشديد سمة الوضع على الحدود الروسية – الأوكرانية، في وقت يتبادل الرئيس الأميركي ونظيره الروسي في أيٍّ منهما يضع تلك المنطقة على صفيح ساخن…
ولا شك في أن الاستعدادات الروسية باتت مكتملة، على تلك الحدود، للمواجهة في حال أُشْعِلت نيرانها، عسكرياً أو ديبلوماسياً.
إنه الأختبار الحاسم الأول للرئيس الأميركي جو بايدن، في وقت يعلو ضجيج الحرب على همس المفاوضات، أو لعلهما يمضيان معاً!.
لن تقبل روسيا بحلف الناتو على حدودها… وما إن دخلت بارجة فرنسية إلى البحر الأسود («الحديقة الخلفية» لروسيا)، حتى بادر الكرملين إلى الإعلان أن فرقاطة روسية «تتعقبها» عن قرب… وكان هذا إنذاراً مباشراً إلى الأميركي، وأيضاً إلى الحلفاء في حلف الناتو الذي قادت سابقاً، وتقود اليوم، وزارات الدفاع فيه مجموعة من السيدات، ما يدعو إلى التأمل (افتراضاً) في غرفة عمليات، غربية، تخوض حرب الدفاع عن أوكرانيا ضد القيصر فلاديمير بوتين وقد ترأسها جو بايدن وحوله قادة وأركان الجيوش الأميركية والأوروبية، ومعهم كوكبة من وزيرات الدفاع الأوروبيات الحاليات والسابقات أمثال لوديفين ويدوندر (بلجيكا)، وفلورانس بارلي (فرنسا)، وارسولا فون دير لاين (ألمانيا)، وانك بايلفلد (ألمانيا)، ومارغريتا روبلس (أسبانيا)، ومارين برومسن (الدانمارك)، وسواهن من السيدات في قيادة الاتحاد الأوروبي…
وأرجو ألّا يُفهم من هذا الكلام أي انتقاد أو سلبية تجاه تسنّم السيدات وزارات الدفاع، أبداً على الإطلاق، خصوصاً أننا مررنا، في لبنان، بهكذا تجربة أثبتت خلالها معالي السيدة زينة عكر، وزيرة الدفاع السابقة، أنها تحملت المسؤولية بجدارة وكفاءة عاليتين… فقط أردت أن ألفت إلى اقتناعي بأن وجود سيدات على رأس وزارات الدفاع إنما هو دليل على الرغبة لدى تلك الدول الأوروبية بعالم تتراجع فيه رقعة الحروب، خصوصاً أن المرأة ليست دموية قدر الرجل. علماً أن مستشارة ألمانيا السابقة السيدة ماركل صحّ فيها القول إنها «الرجل الوحيد» بين قادة أوروبا!
في أي حال لا يزال العقلاء يأملون بأن تُحل أزمة أوكرانيا، انطلاقاً من إيجاد تسوية ذات ديمومة لإقليم دونباس (شرق أوكرانيا) على الطريقة اللبنانية: فلا ينفصل، وفي الوقت ذاته لا يتحول إلى شوكة في خاصرة روسيا…
