شذرات…
إبراهيم محمد ابراهيم
وحيدا في غابته المظلمة يتهجى الأرض بقدميه، لا يرى حوله سوى الظلام، لكن عزاءه الوحيد في هذا الليل الموحش أنه يدرك تماما أنه وسط غابة مظلمة.
في بابي تَعْلَقُ كُلُّ يدٍ تطرقُهُ في الليلِ .. وفي الصّبحِ تُتِمُّ الطّرقَ لأصحو .. منْ بالبابِ؟ يُجيبُ خواءُ الشارِعِ: لا أحدٌ .. فأعودُ إلى النومِ .. وأنظُرُ من ثُقبِ الغيبِ .. لعَلّ الطارِقَ أنت.
من علق هذه الأجراس في رقاب قطط الليل وجعلها تجري وتملأ الأرض ضجيجاً هو ذاته من يدس لكم حبوب التنويم في حليب الصباح!
أكبر إنجاز حققته في السنوات الأخيرة هو: كيف أكون وحيداً دون أن أشعر بالوحدة.
كُنتُ وحيداً .. وإذا بي أتناثرُ أقواماً يَشْكُونَ من الوحدةِ مثلي .. فتجمّعتُ وآثَرْتُ العيشَ وحيداً وحْدي.