رواية “أماني ونور”… الحب والقدر الغلبة لمن؟

Views: 322

كلود أبو شقرا

 

من الوهم الذي انقلب واقعًا ومن الواقع الذي لامس جمالية الحلم قدمت الأديبة ريتا الخوند بطلها وبطلتها في روايتها “أماني ونور” الصادرة حديثًا عن دار نلسن ، وصاغت الخيال حروفًا عاشقة.

هم أماني وَوَسيم وَنور والقدَر!!!

 نُور رآها امرأة فيها كل نسائه ، دَخَل عالمها زائرًا وترك سطوره ولم يمضِ.

أمّا وَسيم فارتدى طموحاته فيما أماني آمنت بأنه قد يتخلى عن أي شيء ليحتفظ بها، لكنها أخطأت في وزن الأمور. كانا بطلي قصة حب كبيرة صارت رويدًا رويدًا مسرحية من بطل واحد.

لا يهزم المرأة إلا إهمال الرجل لها وانشغاله وانقطاعه عنها، رسالة أرادت ريتا الخوند توجيهها ليس من موقع ضعف او انهزام بل من موقع مقاومة أي صورة من صور الظلم، من بينها الإهمال، وهي عادة رائجة في العلاقة بين الرجل والمرأة لا سيما اليوم في المجتمع الاستهلاكي الذي تسيطر فيه المصلحة والأنانية على ما عداهما. 

تبدو جمالية الرواية في تصويرها الحب كأنه عجيب، وقاطع مثل ضربة سيف إما يكون أو لا يكون،  والعشاق في دائرة الغرابة، وكلام التوبة في العشق يمحوه أمل دفين غير معلن بعشق جديد، والبكاء بحر عماد فاض من بحر وقدر فغسل في لحظة لقاء كل ألم البعد ووجع الانتظار …

يا لها من حياة فيها من العجائب والغرائب ما يذهل ويصعق.  كانت أماني تكتب وتتأسف للحب وما كانت تدري أن الحب سوف يهجرها من دون أن يتأسف لها. لم يحدث أن اشتهت البكاء من أجل رجل ولا حتى من أجل الحب ربما لأنها تعلمت ألا تحزن من أجل أي شيء.

 

 قدر الإنسان موانئ ومحطات وقلق وحنين ووفاء، وجع الانتظار هو خيار شخصي وإدمان طوعي بملء إرادة العاشق وإصراره والأفعال والتصرّفات وحدها قد تجعل من الأقربين أغرابًا وَمِن أبعد الغرباء أقرب الأقرباء… تُرى هل يصبح نور أقرب الأقرباء ؟هل يصبح شريك القلب والرّوح ؟ هل الحبّ هو الحبّ الأوّل أو الحبّ الأخير ؟

من هنا ليست الرواية تصويرًا لقصة حب فحسب، بل استخلاص مجموعة من العبر هي سِفر عبور للعلاقات في عالم اليوم، عالم وسائل التواصل الاجتماعي، وهنا تكمن أهميتها على صعيد التغيير في المفاهيم والسلوك في المجتمع اليوم، وتتمحور حول:

الحب المطلق هو فعل إيمان يمارسه كل من القلب والعقل والروح بالاتحاد والإجماع والاتفاق.

القيم الكبيرة لا حاجة لها للفلسفة هي عيش هي خبرات تتراكم وقناعات تصقلها هذه الخبرات. الخبرات أكثر مرونة من المبادئ.

لا أكبر كآبة من حب نلده ولا يلدنا نظنه العمر لنكتشف من ثم أنه لم يكن سوى هدر للعمر.

عندما تقرع ساعة الفراق أجراسها يجب على العشاق أن يغادروا الحب حالا أحياء وليس أشلاء.

الحزن هو الحزن أقدس من أن يشاركنا به أحد، نحتفي به كل على هواه بحميمية في ركن هادئ أو في مكان صاخب لا يهم المهم أن نلقاه لروح تطهرت إلا منه.

 إن الحياة شيء آخر والحنين شيء آخر والشريك قد يكون قطعا آخر وليس الأخير. بين روعة اللقاء ولوعة الفراق باقات ورد لحبيب يصل لكن سرعان ما تقتلع رياح هجرته ورودنا والحدائق وتبذر الشوق والحنين مواسم شوك وألم لا تزهر إلا الجراح ولا تنزف غير أحلسيس شاهقة مفتوحة على كل من كل .

 الحب يجعلنا نتخلى عن ذاتنا من أجل ذات أخرى.

***

*توقع  الكاتبة ريتا الخوند رواية “أماني ونور…قصة قدر!!!”  في جناح  دار نلسن للنشر في معرض الكتاب العربي الدولي 63 – في Side Arena وسط بيروت- البيال سابقًا،  الجمعة  11 أذار 2022 بين الخامسة والسابعة مساء

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *