بعقليني: عيد البشارة تذكير بفاعلية قوة الإيمان
أضعنا بلادنا بفلس
أعلن الأب الدكتور نجيب بعقليني، رئيس جمعيّة عدل ورحمة، بمناسبة الاحتفال بعيد سيدة البشارة، الذي أصبح عيدًا ومناسبةً وطنية يجتمع فيها أبناء الوطن الواحد على إختلاف أديانهم:
“مع حلول عيد البشارة المقدّسة التي يحتفل بها لبنان، بلد “العيش معًا”، لا بد من تذكير أغلب اللبنانيين بأن الله الخالق أعطى خيرات متنوعة ومتعددة لجميع أبناء الأرض من أجل أن يتقاسمها الإنسان مع أخيه الانسان، بطريقة عادلة من أجل إستمرارية الحياة، كما أرادها هو. فأين نحن من هذه الحقيقة؟ ماذا نفعل بأخينا الإنسان؟ كيف نعامله وكيف نتقاسم معه تلك الخيرات؟ هل ترك لنا أغلب السياسيون والاحزاب وأصحاب رؤوس الاموال والتجار والمسؤولون عن حياة وحقوق الانسان من خيرات كي نتقاسمها ؟!”
وتابع الأب بعقليني : لقد دمّر هؤلاء ( بمشاركة غالبية الشعب) مشروع الدولة العادلة الحافظة لحقوق الانسان، والعاملة على النهوض الاجتماعي والاقتصادي والأمان، من خلال جهلهم وطمعهم وأنانيتهم وكيدهم وفسادهم وإلغائهم الآخر “. وحثّ الاب الدكتور نجيب بعقليني: “على العطاء والتفاني والتعاضد، كما على تقويم الاعوجاج والتصدّي للفساد المستشري والغش والاحتيال والاستغلال، من خلال أخذ المواقف الجريئة .”
وشدّد “على أهمية تفعيل روح الأخوّة التي تضمّد الجراح والآلام، وتولّد التوازن والأمان والسلام الاجتماعي”. ودعا بشفاعة العذراء مريم الى”العمل معًا من أجل إنسانية تبلسم جراح أفرادها وآلامهم وتستلهم روح الله في ضميرها وحياتها لتأتي أفعالها واعمالها مطابقة لمشروع الله وتعاليمه”.
وذكّر الأب بعقليني: “تركت العذراء مريم ذاتها لمشروع الله الخلاصي ” ها أنا خادمة الربّ ” فأعطاها ايمانها العظيم والكبير حالة القداسة والمجد . فالايمان هو” الوثوق بما نرجوه وتصديق ما لا نراه ” عب ١١ :١ “.
وختم قائلًا: ” بلادنا في حاجة إلى بريق أملٍ وبلسم جراحٍ وذرة حبّ، وفجرٍ جديد، وخريطة طريق، وتفعيلٍ للقيم الانسانية والأخلاقية.
نعم أضعنا بلادنا بفلسٍ واحد من أجل فلس واحدٍ فانٍ”.
