الكنعانيون ليسوا ساميين

الباحث/المؤرخ الياس عطالله

يلفتني من حين إلى آخر استخدام البعض عبارة “العصر الفينيقي”، فمن هم الفينيقيون وما هو المقصود بعصرهم؟

إن الصفة “فينيقي” مشتقة من اسم الجد الكنعاني فينيق . وفينيق هو ابن اجينور او اشنار ملك مدينة صور الواقعة على الشاطئ الجنوبي للدولة اللبنانية الحالية في مطلع القرن الثاني ق.م.، وهو (فينيق) شقيق أوروبا وكيليك، وجدتهم لابيهم هي ليبيا التي اطلقوا اسمها على أرض الدولة الليبية، وقد أضيف حرف “السين” إلى أسمائهم  بحسب التعريف الكنعاني لأنهم نالوا مجدا سماويا.

اذن باختصار فينيقس هو ابن اجينور ملك مدينة صور اللبنانية (١٣٠٠ ق.م.) وجدته لأبيه ليبيا واخوته أوروبا  وكيليكس وقدموس، وانطلاقا من هذه المقدمة  تسهل الآن الكتابة عن فينيقس وعصره وسلالته والشعب الكنعاني الذي تحدروا منه..

المراجع كثيرة ومتشعبة، لكن احد اهم المراجع التي لا يرقى إليها الشك هو كتاب سنخوني-اتن ١٢٥٠ ق.م. بعنوان” تاريخ فينيقيا” الذي نقل عنه المؤرخ اللبناني رشاد الموسوي  وقدّم له المؤرخ اللبناني  الكبير سعيد عقل. وعنوان كتاب رشاد “معلمو معلمي العالم” بتاريخ  1987 لبنان.

يعود العصر الفينيقي إلى تاريخ ١٣٠٠ق.م. ويتحدر من الشعب الكنعاني ٤٣٠0 ق.م. وانطلق إلى العالم سنة ٢٩٩0 ق.م. من الأرض التي أصبح اسمها مدينة جبيل/بيبلوس الواقعة على الضفة البحرية الشمالية من الدولة اللبنانية التي فيها ابتكر طاووتس الأبجدية “ابجد هوز” ومنها انطلق الحرف إلى العالم وفيها كتبت الرموز الهيروغلوفية المعروفة في التاريخ التي استوحت رموزها من الطبيعة اللبنانية. ومنها انتقلت الى مصر والعالم.

وبعدما تعرفنا إلى العصر الفينيقي أصبح من السهل علينا التعرف إلى تفاصيل التاريخ الفينيقي، اذا كنا نعرف التاريخ الصحيح فيمكننا جمع شتات التاريخ المبعثر ورده إلى مكانه الصحيح كما يفعل الولد الذي يعمل عل تركيب صورة ما نسميها بازل (Puzzle) هذا اذا كان همنا التاريخ الصحيح الحقيقي، لأن بين الذين يكتبون في التاريخ من يكتب مأجورا لمصلحة او من يكتب مدفوعا بعصبية او قومية او مذهبية بعيدا كل البعد عن التاريخ الصحيح. وهذا ما شعوذ في كتابة التاريخ فتصبح هذه الكتابة صالحة فقط لمزبلة التاريخ، نعم مزبلة التاريخ. لذلك كتبت هذه الكلمات القليلة لافهم من يكتبون ويشعوذون في التاريخ أن يتوخوا الحذر ويجهدوا كي تخرج كتابتهم أقرب إلى الحقيقة التاريخية وإلا فليبتعدوا عن كتابة التاريخ المغلوط، لكي لا تضيع كتابتهم وتعبهم سدى. هذه نصيحتي لكتاب التاريخ.

الشعب الكنعاني هو شعب حامي، نعم حامي، متحدر من حام وليس سامي (تك ١٠) ويعود تاريخه إلى ٤٣٠0 ق.م. وقد اكتشف مؤخرا (ان الشعب الاموري هو اصل وتوأم الشعب الكنعاني/الحامي)  والشعب الاموري وضع يده على سهل البقاع اللبناني وسماه “سهل امورو” كذلك اكتشف “اوزوس الاموري” ابن مدينة صور علم الملاحة وأطلق على البحر الأبيض المتوسط اسم “بحر امورو العظيم” ومنع بقية الشعوب من غسل ايديها في مياهه الا بعد اذن قرطاج ابنة صور.