من أخطر تصريحات الزمن الجميل: العميد ريمون إده يطالب بتحرير الجيش من ملكية فؤاد شهاب

Views: 380

المحامي معوض رياض الحجل

لم يتردد العميد ريمون إده، حين كان من أركان الحكم قبل اندلاع الفوضى الأهلية عام 1975، في خلق خصومة سياسية وشخصية شرسة مع الشهابية وأركانها وأجهزتها. فهو كان السبّاق إلى الاعلان جهاراً داخل أروقة مجلس النواب اللبناني وخارجهِ عن مُعارضتهِ التامة والشديدة للنهج الشهابي، وإلى مُحاولة تسويق وترويج وجه بشع عليها من خلال أنتقاداتهِ الشهيرة واللاذعة لتصرفات ضباط “المكتب الثاني” (أو الاجهزة بحسب التسمية الدارجة)، وتجاوزاتهم الفاضحة في السلطة، فأطلق حملاتهِ الشعواء عليها في أوساط الرأي العام والاعلام. وهو غالباً ما كان شديد الحرص على التمييز بين الرئيس اللواء فؤاد شهاب والشهابية، بين الرئيس الذي لا يكتم تقديرهُ لهُ، وضباط “المكتب الثاني” الذين يصفهم بـ”المُجرمين”، فالشهابية للعميد ريمون إده ليست سوى “السيطرة العسكرية على المدنيين وشرشحة النظام البرلماني”. وفي كل مرة هاجم العميد إده الرئيس فؤاد شهاب كان “المكتب الثاني” يشنُ حملة مُضادة ضدهُ ويدسُ أخباراً بعضها صحيح إنما مُحوّر، والبعض الآخر مُجرد أشاعات كاذبة ومُركّبة هدفها النيل من سمعتهِ وتشويهها، ويُراقب في الوقت نفسهِ خطوط هاتفهِ، مُضيّقًا عليه في المجالات الحياتية والسياسية كافة.

إن هجوم العميد أده على الشهابية والرئيس شهاب لم ينته فصولاً مع انتهاء ولاية الرئيس شهاب في العام 1964 وولاية الرئيس الحلو في العام 1970. إذ حمّل العميد اده اثناء مُقابلة جريئة وخطيرة مع مجلة “الحوادث” في شهر آب من العام 1970 الرئيس شهاب، الذي يُعتبر بالنسبة للكثير من اللبنانيين، نموذجا مُمتازا في قيادة البلاد وتطويرها من خلال أنشاء المؤسسات الرسمية أكان الضمان الاجتماعي أو المصرف المركزي، كامل المسؤولية عن ضعف الجيش اللبناني وتحويلهِ إلى ميليشا.

 واليكم أبرز ما جاء في هذه المُقابلة الصحافية لناحية مسؤولية الرئيس شهاب:

 

العميد إده: شهاب حول الجيش إلى ميليشيا

“المسؤولية تقع كلها في رأيي على فؤاد شهاب. لقد أستلم الجيش اللبناني من السلطة الفرنسية وهو جيش مُحارب عندهُ روحية قتال ممتازة أظهرتها معارك الصحراء في “بير حكيم”. وعندما استلم شهاب أعتبر أنهُ أصبح ملكه الخاص، ملك المير. ميليشيا شهابية يتصرف بها كما يريد ويشاء… وكانت أول معركة خاضها شهاب في الهرمل. وقتلَ الدنادشة في تلك المعركة ضابطاً وجنديين، وبدلاً من أن يُصر قائد الجيش على القيام بحملة سريعة لالقاء القبض على الذين قتلوا جنوده، أمر الجيش بالانسحاب. ولما صدرت أحكام الاعدام ضد الذين أطلقوا النار على الجيش وقتلوا ثلاثة من أبنائهِ، تقدم الجنرال شهاب بطلب العفو من كميل شمعون، فلما رفض، هدد بالاستقالة. تدخل يومها حميد فرنجيه الذي أقنع شمعون بإصدار العفو لأن لشهاب وجهة نظر في الموضوع يجب الأخذ بها حفاظاً على وحدة الجيش. ومن يومها لم يخض الجيش اللبناني أية معركة لا في الخارج ولا في الداخل…الا المعارك الانتخابية. لقد خاضوا ضدي أربع معارك أنتخابية ربحتُ ثلاث معارك وخسرت معركة واحدة”.

 

العميد اده: لا يمكن أن يكون الجيش خصوصياً لشخص

“لقد حان الوقت الآن لان ترفع عن هذا الجيش ملكية فؤاد شهاب. حان الوقت لأن لا يكون جيشاً خصوصياً لشخص مهما كانت قيمة هذا الشخص. حان الوقت لأن يكون الجيش هو جيش الجمهورية اللبنانية، ويكون لجميع اللبنانيين، حان الوقت لأن يكون للجيش اللبناني قائد واحد لا قائدان. فمن أجل أعادة الاحترام والتقدير ومحبة جميع اللبنانيين لجيشهم، أطالب بوزارة الدفاع إذا أراد الرئيس المُنتخب أن يشركني في الحكم. لقد حاول أميل البستاني أن يستخدم الجيش للوصول إلى رئاسة الجمهورية كما فعل فؤاد شهاب عام 1958، فلما شعر الشهابيون بالسكين تصل إلى أعناقهم، سمحوا لشارل حلو أن يُقيلهُ، في شكل “أحالة على التقاعد”. ليس سراً، أن كثيراً من التصرفات التي تجري في الجيش ليست مستوحاة لا من مصلحة الجيش ولا عن معرفة بالحاجة العسكرية الحقيقية لهذا الجيش”.

العميد إده : تم شراء طائرات الميراج دون التأكد اذا كانت مُفيدة للبنان

“لقد انتقدت شراء طائرات “الميراج”، وقلت أن الذين أشتروا هذه الطائرة لم يقوموا بأية دراسة فنية مُسبقة، ليتأكدوا إذا كانت مُفيدة لنا أم لا. وبعد ثلاث سنوات، تبينوا أن الحق معي. والآن يفاوضون فرنسا لارجاعها أو لبيعها بواسطتها الى البلدان التي تحتاج إلى هذا النوع من الطائرات”.

 

العميد إده: أشتروا رادارًا غير نافع للبنان بكلفة 45 مليون ليرة لبنانية

“وفي أحد خطبي الاخيرة في المجلس، أنتقدت شراء الرادار الذي كلفنا 64 مليون فرنكا فرنسياً، أي حوالي 45 مليون ليرة لبنانية. لقد تعلمت عندما كنتُ وزيراً للاشغال، أن الطائرة الاسرائيلية تحتاج إلى أقل من دقيقتين حتى تصل إلى بيروت. فالرادار مثل التلفزيون، لا يستطيع أن يكتشف طائرة العدو عند أجتيازها الممر المُمتد من الناقورة إلى بيروت ويُعطي الانذار بأقل من خمس دقائق. لذلك فإن بلدا مثل لبنان تقطع طائرات العدو حدوده فتصل إلى العاصمة بأقل من دقيقتين، لا يحتاج إلى مثل الرادار الذي أشتروه ودفعوا ثمنهُ 45 مليون ليرة، قد ينفع لبلد مثل سوريا أو العراق أو أي بلد عربي بعيد لا تصل اليه طائرات العدو بأقل من خمس دقائق…”

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *