لوائح المصالح

Views: 160

خليل الخوري 

تكشّف تشكيل اللوائح عن بضع حقائق لا بد من الإشارة إليها، سريعاً، خلاصتها أن الشعارات المرفوعة ليست إلا «بضاعة حكي»، لا أكثر ولا أقلّ. والحقيقة الأولى، الفاقعة، أن الهدف المركزي هو الوصول إلى تحصيل الأصوات، بأي وسيلة، سيان أكانت تتوافق مع الشعارات المرفوعة، أو لم تكن. والأمثلة على ما تقدم أكثر من كثيرة…

لقد سقطت الشعارات أمام الشهوة اللامحدودة إلى صحن ساحة النجمة. كلهم يريدون أن يلتهموا. ولما كان الوصول إليه دونه صعوبات، فلا بدّ من لحس التواقيع، ثم السماح لأنفسهم بالمحظور والبيع في الممنوع والشراء في المحظور:

فهذا الذي قال إنه لا يتحالف مع ما يدّعي أنها «المنظومة»، إذا بحثت عنه تجده قد استمات ليكون في صلب إحدى لوائحها.

والذي بنى حضوره السياسي على شتم فريقٍ ما، أمضى أسابيع وأياماً ليتحالف وإياه.

والذي لم يجد مَن «يعبّره»، راح يلهث مستجدياً: لوجه الله أشركونا معكم!

والذي يُحاضر في العفة ومكارم الأخلاق والنزاهة والشفافية (…) تبيّن أنه ترشّح فقط لينسحب، على أمل أن «يبيع» انسحابه  بحفنة من الدولارات…

هذه حقائق يعرفها القارئ من دون أدنى شك… كما يعرف « أبطالها» بالأسماء، وحتى بتفاصيل التفاصيل. ولا يهم، أساساً، مَن يعرف ومن لا يعرف، ولكن المهم أن هذه المعركة الانتخابية أماطت اللثام عن وجوه عديدة فبانت على حقيقتها، فإذا هي على بشاعة وقبح… كما أنها أسقطت القناع عن أصحاب النفسيات ليتبين المكر والخداع والنفاق والكذب على الناس، وأيضاً المتاجرة بالمبادىء…

ولقد كان ينقصنا هذا الفصل الانتخابي، قبل الأخير، حتى يزداد هذا الزمن الرديء رداءةً، وحتى يتأكد اللبنانيون أن الجماعة السياسية، بأكثريتها، تأكل فساداً وتشرب فساداً وتنام فساداً وتتنفس فساداً (…). ومع ذلك فهي ترفع الشعارات ضدّ الفساد…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *