ما العمل؟

Views: 147

خليل الخوري  

مضى نحو ثلاث سنوات على إنهائها دراستها العليا، ولا تزال تبحث عن وظيفة. هذه الفتاة الحسناء المهذبة، تقدمت بطلبات توظيف وسعت جاهدة لإيجاد عمل في لبنان، ولكن عبثاً… وبعد طول انتظار وجدت «وظيفة» متواضعة المدخول جداً، مقابل مرتّب شهري يزيد قليلاً عن المليون ليرة لبنانية، فارتضتها على قاعدة أن «الكحل أفضل من العمى»، وعلى أمل أن يفرجها الله، و»ما بعد الضيق إلا الفرَج»، وفي تقديرها أنها تخفف مقداراً، ولو طفيفاً، عن كاهل الوالد الذي يقوم بأود العيلة.

الوظيفة كانت التدريس في إحدى المدارس شبه المجانية، المعروفة في لبنان، التابعة إلى الطوائف والمذاهب والتي تنفق عليها الدولة في الحدود الدنيا…

إلا أن المرتب الشهري هذا أضحى زهيداً جداً وغير كافٍ لتلبية أدنى الحاجات.

هذه حال مربي أجيال المستقبل في المدارس الخاصة (والرسمية أيضاً) في لبنان، وحال الأجراء اللبنانيين عموماً، إلا أجراء الـngos، أي الجمعيات المحلية والأجنبية.

ففي ما سبق، في لبنان الزمن الجميل، وحتى بعدما خفت حلاه حتى أن حل بنا ما حل، كان التدريس «الوظيفة المثالية» وحلماً وهدفاً لكثر، من شباب يرغبون ببناء عائلة وفتيات يرغبن بتأمين مدخول لائق، وغير ذلك من التطلعات.

إلا أن اليوم لم يعد مرتب المدرسين يسمح لهم بمواجهة التحديات والصعوبات وما أكثرها، وراح هؤلاء يبحثون عن لقمة العيش الكريم لدى الجمعيات، وقد باتت من القلة القليلة على ساحة الاستخدام التي تدفع المرتبات بالدولار «الطازج»، ناهيك عن الذين يحاولون «الهروب» للارتزاق في الخارج.

فمن سيدرس أولادنا؟

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *