“الوقت ركّب جوانح”

Views: 38

خليل الخوري 

 

عنوان هذه العجالة استعرته، حرفياً، من تعبير  ورد على لسان مسؤول سياسي كبير كان يحدّثني، قبل أيام، عن قرب حلول موعد الاستحقاق الانتخابي النيابي العام. وقال: ها هي فقط بضعة اسابيع تفصلنا عن “الصندوقة” (صندوق الاقتراع) وستمرّ سريعا، ليجد الجميع انفسهم، وجها لوجه، ليس أمام أقلام الاقتراع وحسب، بل أيضا أمام ما ستفرزه من نتائج.

وعندما سألته عمّا اذا كانت الانتخابات ستُجرى، حتماً، في الخامس عشر من شهر ايار المقبل، أجاب: الأمر لا يتعلق بما أُريد انما بما أتوقع.

قلت له نعرف ما تريد، فأنت متحمس لاجرائها (وهنا دخلنا في تفاصيل عديدة)، ولكن ماذا تتوقع؟

أجاب: صرت ميّالاً بنسبة كبيرة الى انها ستُجرى…

قاطعته: الكلام على النسبة، وان كبيرة، يحمل احتمالا، وان غير كبير، بعدم اجرائها.

أجاب: صحيح… فنحن في لبنان. وثمة احتمالات باتت معروفة لعدم اجرائها في الموعد، ولكنني  استبعدها وفق ما لديّ من معطيات.

تدخّلتُ سائلا: بما فيها السبب الأمني المُبْطِل؟

أجاب: بما فيها السبب الأمني، الذي لا أراه وارداً في المستقبل المنظور، أي في ما يفصلنا عن الانتخابات من زمن.

قلت لماذا لا يزالون، جميعاً، يشيرون في كلامهم ومواقفهم الى احتمال التأجيل، ويذهب بعضهم الى حد الكلام على التطيير؟

ضحك واجاب: ولماذا لا تسألهم؟

قلتُ: سألتُهم!

سألني: وماذا أجابك فلان وفلان؟ (وذكر اسمين بالذات).

فقلت له: المجالس بالأمانات. وضحكنا معا…

الى ذلك لا يزال لافتا جدا ان الكلام على مصير الانتخابات لا يزال مطروحا حتى في التصريحات والمواقف والبيانات العلنية، بين متحدّث عن التأجيل وقائل بالتطيير ومحذّر من “مغامرة” اللعب بهذا الاستحقاق الذي لم يكن، في مرّة سابقة، مصيرياً كما هو اليوم.

وعلى قاعدة المثل السائر “شرّ البلية ما يضحك”، فان “المضحك المبكي” في هذه النقطة ان القوم يتبادلون الاتهامات في تحميل بعضهم البعض الاخر، سلفاً، المسؤولية عن عدم اجراء هذا الاستحقاق الوطني الكبير في موعده.

(https://www.kaizenautocare.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *