هو انتصار..

Views: 53

لميا أ. و. الدويهي

إلى حين… هو انتصار…

فالمشوار لا يزالُ بعدُ طويلًا ويحملُ في جُعبتِهِ الكثير من التحدِّيات والمُثابرات والمواجهات ويحتاج إلى أنفاس سماويَّة، تَقينا من السُّقوط وتُحفِّزُنا لنلبثَ مُنتصرين بالرغم من التسكُّعات في حين والتراجع في آخر والتردُّد في آخر… ولكن…

عندما يَثبتُ المرء على موقفٍ مُحقّ… هو انتصار…

عندما لا يُساوم… هو انتصار…

عندما يتألم ولا يتنازل، هو انتصار… بعيدًا عن المُكابرة، تحقيقًا للثبات على قناعات ومبادئ وعدم مساومة على كرامات واحترام الإنسان لذاته…

عندما يُجرَّح ويتعالى على الجراح، هو انتصار…

عندما يُهان وقد تصل الإهانة أحيانًا حدَّ الإذلال والاستهزاء وصولًا إلى التَّنمير ويُحافظ المرءُ على رباطة الجأش ويَعضُّ على الجراح ويَمضي قُدُمًا… هو انتصار

ألَّا يَسقطَ في المُكابرة… هو انتصار

أن يَمكثَ في التواضع… هو انتصار

ألَّا يَنجرف وراء تيَّارات ومُهاترات وموجات لا أصل لها ولا أساس… هو انتصار

أن يَبقى في قلب العالم ويَثبت على ما هو عليه، لا يتبدَّل ولا يُماحِك ولا يُحابي الوجوه… هو انتصار

أن يَقبلَ نفسَه ويُحبَّها ويعتني بها دون الرغبة بالتحوُّل إلى آخر… هو انتصار

أن يكونَ هو كما هو، أمينًا، حكيمًا، مُسالمًا، مُطمئنًّا، قنوعًا، مُجاهدًا… بالرغم من ظروفٍ غالبًا ما تكون قاهرة… هو انتصار

أن يُنافسَ بدون أن ينسى قيمة الحياة… هو انتصار

أن يُحبَّ ويَثبُت في الحبّ… هو أعظم إنجاز في الانتصار

فكلُّ انتصار لا يقومُ على الحُبّ هو ناقصٌ ولم ولن يكتملَ في ذاتِهِ، ما دامَ الحُبُّ بعيدًا عن صُلبِ حياةِ الإنسان…

يبقى الثبات حتَّى النِّهاية هو تقديسٌ للحبِّ، فالذَّات، وصولًا إلى الانتصار الجبَّار الذي لا يتحقَّق سوى بالتواضعِ والوداعة والبساطة التي لا تُغريها ملذَّات ولا تُضلِّلُها مباهجَ ولا إغراءات…

 ١٠ /٤ /٢٠٢٢

 

(Alprazolam)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *