يا بلاش

Views: 465

خليل الخوري 

هذه انتخابات «التسعيرة الرخيصة» كما أسماها صديقي الديبلوماسي الغربي الذي درجتُ، في السنوات الثلاث الأخيرة، على نشر نماذج من حواراتنا، شبه الأسبوعية، في هذا العمود الأخير.

هذه التسمية – التصنيف لا تفاجئ أحداً في لبنان، لا «الشاري» ولا «البائع»، فالجميع يعرفون هذه الظاهرة الموجعة التي تُشكل فضيحة، بل مأساة مروّعة، ستجعل انتخابات العام 2022 «تتفوّق» على انتخابات 25 أيار المشهورة جداً بفسادها، والتي شهدت فصولًا غير مسبوقة من التزوير، مثال ذلك صندوقة اقتراع وُجد فيها 1250 ورقة صبت كلها في مصلحة لائحة الموالاة للعهد الاستقلالي الأول، علماً أن عدد الناخبين المسجلين على لوائح الشطب بلغ فقط 137 ناخباً، والأخطر أنه لم يقترع منهم سوى 27 شخصاً… وقد أخبرني أحدهم، كان لا يزال حيّاً حتى قبل بضع سنوات أنه رمى في صندوق الاقتراع، في دائرة أخرى، بمئة ورقة اقتراع، ولم يردعه أحد.

طبعاً، في هذه الدورة الانتخابية، لن يحصل شيء من ذلك… ولكن ما هو حاصل أبشع بكثير، فالمال الانتخابي «على المكشوف»… إنما، على حد قول صديقي الديبلوماسي الأوروبي الغربي، «البضاعة» بخسة الثمن. ويضيف قائلاً:

إنه لأمر محزن بالتأكيد أن يُسعَّر المواطن اللبناني الناخب، من دون أي احترام لإنسانيته، ولكرامته، واستغلالاً لحاله البائسة في هذه الضائقة الانتخابية.

وختم قائلاً: إن التقارير «الموثّقة» التي تردنا إلى هنا (ذاكراً اسم بلده) تبيّن لنا أن الأكثر براعة في شراء الناس والذمم هم الأكثر ادعاء في العفّة!

إن هذه الجريمة البشعة، يجب أن تُسجل في الكتب، وفي الفيديوات، لتبقى مثالًا في التاريخ…

ويا صديقي الديبلوماسي الأوروبي الغربي، أنا خجول عن هؤلاء، فاقدي الضمير والكرامة… وأرجوك ألّا تبدّل من نظرتك إلى شعبنا المظلوم الذي أعرف أنك تحبه وتحترمه.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *