الحلقة السابعة والعشرون من رواية “بَحر” لـ كابي دعبول

Views: 121

*”للصخور أسماء في الضيعة التي أبصرت فيها النور” (أمين معلوف-كتاب “صخرة طانيوس”)

 

يجلس حنا على صخرته المرتفعة فوق مياه البحر. يتأمّل الشاطئ الصخري وتراكض الأمواج باتجاه الشاطئ. يفرح، يحزن، يبتسم، يبكي، ناظرًا الى الأفق البعيد، يشكو همومه الى البحر، طالبًا منه الإتيان بأمل جديد يطفو على أمواجه المتراكضة نحوه. حتى بات لحنا مع صخرته عشرة وطول رفقة أمّنتا له ملاذًا آمنًا لمراجعة الذات والتأمّل. إن أحداث هذه الرواية وشخصياتها من نسج الخيال حتى ولو تشابهت الأماكن والأسماء، غير أن صخرة حنا تبقى الاستعارة الحقيقية الوحيدة الراسخة  في هذه الرواية، إذ كم من أمكنة تركنا فيها شيئًا من ذاتنا، مهما ابتعدنا عنها تبقى الملاذ الوحيد لذكرياتنا بحلوها ومرّها…

كابي

 

(٢٧)

التحق حنا بمركز عمله بعد فرصته الثلاثية الأيام وكان هاجسه الوحيد ترك العمل من دون أي مشاكل.

جاء الاستاذ ناصر الى المطبعة لزيارة صديقه اللدود حسيب. وخلال ارتشافهما القهوة مع حنا، طرححسيب المشكلة الطارئة بعد بحثه موضوع ترك العمل مع إدارة المطبعة. (https://chiringa.com/)

– وافقت الإدارة على تركك العمل يا حنا ولكنهم لن يسددوا لك أي تعويض.

– هذه ليست مشكلة يا حسيب فتعويض حنا موجود لدى الضمان الاجتماعي.

– حنا ليس مسجّلاً في الضمان يا ناصر.

– ليس مسجّلا في الضمان وهو يعمل لديهم منذ سبع سنوات هذا مخالف للقانون. لا يزال أربابالعمل على مذهب الرأسمالية المتوحشة.

– لا تنتقل الى السياسة يا ناصر. علينا أن نجد حلاً لهذه المشكلة. فحنا بحاجة الى كل قرش يستحقله وهو يفني نفسه في العمل من أجل تعليم بحر أوّلاً.

– المشكلة محلولة سنتقدم بشكوى الى الضمان الاجتماعي وبدعوى أمام مجلس العمل التحكيمي.

– أتريدني أن أذهب الى المحاكم يا استاذ ناصر. يا حسيب قل لهم إني موافق واعمل علىالاستحصال على إفادة ترك العمل فهي من المستندات المطلوبة في مركز عملي الجديد.

– الى متى سنستمر في التنازل عن حقوقنا يا حنا؟

– يا أستاذ ناصر أنا رجل فقير أعمل من أجل إعالة عائلتي وتعليم ولدي. تريدني أن أقف في المحكمةبوجه من؟ بوجه الذين عملت لديهم سبع سنوات وأكلت من خيرهم؟

– ولكن هذا حقك الذي يضمنه لك القانون.

– حقّي عند الله يا أستاذ ناصر. عجِّل يا حسيب في الاستحصال على ورقة ترك العمل.

(يتبع )

***

*(إن أحداث هذه الرواية وشخصياتها من نسج الخيال حتى ولو تشابهت الأماكن والأسماء)

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *