كتاب الوقت
وفيق غريزي
الحكام اللصوص سرقوا من حقولنا الغلال
سرقوا النوم من عيون الأجنة والاطفال
ذبحوا على اعتابهم قمر المساء
قتلوا الاحلام
حوّلوا الشعب الى ركام من بوساء
على صخور اطماعهم حطّموا جماجم الفقراء
والضحايا الابرياء
رغم الجوع .. والفقر.. والحرمان
والذل على الابواب
يحملون على اكتافهم
الجزارين مصاصي الدماء
كأنهم قد استطابوا
فقدان العزة والكرامة
مثل ابناء السبايا
مطاطئي الرؤوس تحت اقدام
ابناء البغايا…
***
ليت ابناء شعبي يتمردون
يثورون
ضد شذاذ الافاق.. اللصوص الدخلاء
اشرف لهم أن يموتوا بإباء
من أن يعيشوا مطية كالبهائم للزعماء
الذين تلطخت اياديهم بالدماء
نخرجهم من النوافذ يدخلون من الأبواب
يغطون جرائمهم بشباك العنكبوت
اعتابنا ارتدت اثواب الحداد.
***
السنابل تتطاول لتسمع همس الأثير
يد الحاصد سكة المحراث
لا اكتب قصيدتي ، بل اذبح عنقي
من الوريد الى الوريد
يتناثر في الافق الهشيم
الامطار تغسل حلم الكبير والصغير
الريح تراقص الاغصان
كالعذارى في يوم عيد
الشاعر يلبس الاكفان
يرقد في فراش من اثير.
***
تتجول عيناي في تضاريس النهار
يعلو في الحظائر ثغاء النعاج
وخوار الابقار
ينهش لحومها التاجر المكار
يضرمون في مذاودها النار
الطغاة فضوا بكارة الازهار
اكلوا الثمار
بدم المساء صبغوا غلائل النساء …
هاكني رفعت حجارة الانوثة
عن عقارب الزمان
مزق الاشرار كتاب الوقت
بوشاح الموت كفنوا الاشجار
دماء تجري في الاثلام
محراث الفلاح يشق جبين الفجر
يقرأ سفر الزمان
ترشح كلماته بالدموع والدماء .
***
الهي من رسم على وجوهنا العار؟
من زرع فينا الخنوع والضياع؟
من ذر سماءنا في الهواء؟
من خدّر عقولنا واجلسنا فوق الجمار؟
رائحة الموت تفوح من تحت الدثار
صبغوا مدننا بالرماد والدخان
القمر الرملي يغوص في الكثبان
بالأمس القريب كان يعزف الالحان .
***
موتي الذي رأيته يلهو
على شاطىء مريب
مشيت خلفه كظله
كانسان غريب
صرخ بي قائلا:
“لن يدخل مملكتي من يرسف بالاغلال
مثل العبيد”
الهي الحبيب
الجنة والجحيم اغلقا بوجهي
الأبواب
***
المجرمون نهبوا من جيوبنا الراحة
النقود
بعض القضاة مرتشون
بعض المحامين مصابون بالسعار
السياسيون مخدري الضمائر والحواس
عندما يسيرون في اعناقهم الحانا
جنائزية تقرع الاجراس…..
