محمد البندر… شاعر القيم والإنسانية المعذبة في معركة المواجهة بين القبح والجمال

Views: 626

د. فاروق شويخ

نقرأ محمد البندر في مجموعة “فتى الينابيع” عائدًا إلى جمر الماضي ورائحة الحنين حيث يفرش موائد المطارح الأولى بملاعب صباها وغنج يفاعتها في قوالب يغلب عليها الصفاء والعاطفة الحارة المتوترة.

وفي الوقت ذاته يلحظ القارئ لدى البندر انكفاء إلى النفس ومحاولة لاستنطاق الأشياء من داخلها.

 

يمر القارئ أيضًا بما يسمى بـ توظيف القصص التاريخي:

جاءت مع الريح من بلقيس أغنية  

هل لي بصرح خلت من  عرشه سبأُ.

وهذا من الأمور التي تضيف العمق إلى المعنى الشعري.

كما نقرأ اللغة الخافتة في ميدان ما يسمى بالأدب المقاوم حيث ينفتح هذا الشعر على معانٍ أرقّ وأكثر وعيًا حيث يدرك الشاعر باكرًا أن المعركة هي مواجهة بين القبح والجمال.

يُلحظ لدى الشاعر بُعدٌ واضح من التطريب والاستعراض البلاغي إلى الاهتمام بالفكرة وأصل الصورة.

 

في قصائده حقلٌ دلاليٌّ للولادة والفرح له إشارات ومدلولات بنيوية مرموزة تسهم في ترجمة تعابير المنحى النفسي الذي يتحسس به الشاعر فقر الآخرين وحزنهم وتحولاتهم الحياتية.

إن شعرًا فيه هذه الإيحاءات لهو غني وقابل للتحليل والكشف عن تداعياته الفنية والجمالية.

يستحق هذا الشاعر أن نقف عنده ونقرأه بعمق واندفاع إنه شاعر القيم والإنسانية المعذبة، يتجاوز التجربة الشخصية إلى الإبداعية ويسعى إلى تسجيل تجارب خاصة، شعره شعر يشد العقل والخيال على السواء، ويعقد مع القارئ غير رابط من الإعجاب والتأثر والمشاركة الفكرية والوجدانية.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *