ملاحظات هامّة حول الاقتصاد اللبنانيّ وإنترا

Views: 156

د. إيلي جرجي الياس

(كاتب، وباحث استراتيجيّ، وأستاذ جامعيّ)

 

١) منذ ٧٧ عاماً انتهت الحرب العالمية الثانية، أقسى وأعتى الحروب. وكان عمر حكومة فلينزبورغ الألمانيّة، أيّار ١٩٤٥، أيّاماً معدودة، كافية لإنجاز اتّفاق غامض مع الأميركيين، حول مستقبل الاقتصاد العالميّ…

٢) من ضمن قراراتها، أقدمت حكومة فلينزبورغ، أيّار ١٩٤٥، على تعويم شركة إنترا التي كانت ناشطة بين باريس وبرلين، بإشراف كبير الاقتصاديّين الألمان هيلمار شاخت، ونقلت أصولها إلى الشرق الأوسط، لتكون واجهة لرؤوس الأموال الألمانيّة والاوروبيّة المهرّبة بعد الحرب!!

٣) زمن التسويات الاقتصاديّة بعد الحرب العالمية الثانية، أفرز فائضاً من الأموال الاوروبيّة المرمّزة والمجهولة المصدر، في سويسرا… فما الحلّ؟ إذاً، فليكن لبنان سويسرا الشرق، وعاصمته بيروت مركز مؤسّسة إنترا الجديدة والعملاقة… قرار دوليّ خطير، واكبته طموحات لبنانيّة جريئة…

٤) وهكذا انطلقت شركة إنترا من بيروت إلى العالم، متّكئة على الإرث الاوروبيّ، وذهب عمليّة أطلس ١٩٤٤، وبراعة ودهاء رئيسها يوسف بيدس، وإرادة الآباء المؤسّسين للاستقلال اللبنانيّ، من نجاح إلى آخر، حتّى بات الاقتصاد اللبنانيّ الرابع عالميّاً سنة ١٩٦٣، والأوّل عالميّاً خلال شهر تمّوز ١٩٦٣…

٥) يا ليت بعض الطبقة السياسيّة والاقتصاديّة اللبنانيّة التقليديّة استطاعت أن تكبح جماح جشعها، واستوعبت نجاحات بيدس، لما كان إفلاس إنترا الوهميّ ١٩٦٦، رغم الأطماع الدوليّة الخطيرة والمتزايدة… ولو أدرك اللبنانيّون أهميّة ١٧ تشرين الأوّل ١٩٦٦، لما كانت سلسلة من الانهيارات الماليّة، أعقبتها ثورة ١٧ تشرين الأوّل ٢٠١٩… التاريخ حكم وعبر!!

٦) لن تنتهي سلسلة الأزمات الاقتصاديّة والماليّة اللبنانيّة إلّا بمعرفة أسرار وألغاز مؤسّسة إنترا، وتفكيك العلاقة الثلاثيّة الأبعاد بين الدولة اللبنانيّة والمصرف المركزيّ اللبنانيّ ومؤسّسة إنترا… يحقّ للشعب اللبنانيّ إدراك حقائق تاريخه الاقتصاديّ بعد الحرب العالمية الثانية…

٧) بانتظار روايتي التاريخيّة الآتية، عن أسرار إنترا منذ عمليّة أطلس ١٩٤٤، حتّى ١٧ تشرين الأوّل ١٩٦٦، والأدوار الدوليّة المعقّدة في المسارات الاقتصاديّة والماليّة اللبنانيّة… معلومات ومفاجأت…

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *