نخشى عليهم

Views: 128

خليل الخوري 

أمام الاستحقاقات الداخلية المتلاحقة في لبنان، ومع تصاعد الانهيار، وفي ضؤ التطورات المتواترة في المنطقة مرفَقة بلهيب حرب أوكرانيا التي انعكست علينا مزيداً من الضغوط الاقتصادية خصوصاً… أمام هذا المشهد المثير الذي يحمل في طياته نُذُر شرور عديدة وليس شراً واحداً، يبدو المشهد السياسي الداخلي يدعو إلى الكثير من الأسف والأسى إذ إن الطاقم السياسي لا يزال رهينة الأحقاد والضغائن والكراهية تجاه الآخر، وادعاء العفة والطهارة وتقديس الذات (…) وكأن الدنيا اللبنانية بألف خير، والدولار بألف وخمسماية ليرة، والسياحة بعافية، ولم تٌضرب قطاعات الطبابة والاستشفاء، والفنادق، والتعليم، والإعلام، والتربية إلخ…

إنهم منصرفون إلى تسجيل النقط ضدّ بعضهم البعض، وكأنّ ثمة مجالاً لهذا الترف، فيما إسرائيل تمضي في توقيع عقود تصدير الغاز والنفط، أما نحن فالشركات الكبرى تقاطعنا وهي تتجاهل، منذ ستة أشهر، دعوتنا إياها إلى المشاركة في مناقصة جديدة للتنقيب عن ثرواتنا الطبيعية تحت مياهنا الاقتصادية…

في بلدان العالم، التي تواجه أزمات أقل بكثير مما نواجه، يتنادون إلى التوافق على قواعد مشتركة تشكل مدخلاً إلى الإنقاذ، ولو قدم التنازلات طرف منها وآخر من هناك وثالث من هنالك… وينسون أو يتناسون الخلافات فيضعونها وراءهم ولو إلى حين.

ولكن أين نحن من هذا كله؟!. أيننا من مبادرات وطنية تنطلق من مصلحة الناس الذين تصرعهم الصراعات، وينتابهم القلق على المصير وهم الذين يبحثون عبثاً عن لقمة الكرامة، التي تبتعد وتبتعد وتبتعد عن متناولهم.

وبعد، هل نبالغ، أو نخطئ، إذا بنينا الآمال على قلة من النواب الجدد التغييريين، الذين لم نجرّبهم بعد، علماً أننا نخشى عليهم من أن يحتويهم إغواء الفساد الذي نقرّ بأن الإفلات من حبائله يقتضي حداً من المَنَعَة يوازي البطولة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *