ماسةٌ… تذوّقُ جمال!

Views: 256

 

د. عماد يونس فغالي

 

(قراءة في كتاب “لفلوفة اليوم الشعريّة” لِ بطرس الخوري).


 

هل أستغربُ يا حبيبُ أن أعرفكَ شاعرًا في اللبنانيّة، ومبتكرًا نمطًا شعريًّا ينتمي إليك؟ أنتَ ابنُ فغالَ تشرّبتَها مياهًا وروحًا وتربيةً.

إن أقلْ فغاليًّا، أعنِ مَعينَ الشعرِ وريادتَه. هل يُذكرُ الزجل من دون عَودٍ إلى جذورٍ، شحرور الوادي، شحادة الفغالي، أنيس الفغالي وغيرُهم الكثر.

وفي فغالَ حتى اليوم، وإن لم يبرز شاعرٌ احترفَ الموهبة، إلاّ أنّها تنتشر بين أبناء القرية وبهتمّ لها السوادُ الأعظم منهم.

فكرتُكَ المبتكَرة، الصارت عنوانَ الكتاب، “لفلوفةُ اليوم الشعريّة”، هي نشرٌ فايسبوكيّ يوميٌّ، مناسَباتيٌّ في غالبه. ميّزه التنوّعُ الموضوعاتيّ، وإن طبيعيٌّ أن يكون. ملكَ الصدقُ لونَ القول، في الحزنِ والغضب، لكن في الإيمان والرجاء أيضًا. المحبّةُ تلبسُها الأبياتُ كأنّما نصّكَ ينبضُ قلبكَ الرهيف.

“لفلوفةٌ”، كمن في صحوِكَ اليوميّ تقوم إلى المطبخ، “تلفّ” لقمةَ فطورٍ، لا تتناولها وحدك. تدعو إليها كلَّ فاتحٍ الشبكةَ التواصليّة، تشاركه صباحكَ المشرق كلمةَ الحبّ!

“لفلوفة”، فرادتُكَ يا نسيبُ في هتافِ روحكَ الشاعريّة. اللفلوفة تعني بطرس. إن تُجمعْ في كتابٍ، تبقَ في المتناوَل، تتشكّلْ في مكانٍ مرجعًا… أوردْتَها في الكتاب بالإخراج الذي أنزلتَها فيه على صفحات الفايسبوك، فلم تفقدْ شيئًا من جاذبيّتها.

الشاعر بطرس الخوري

 

لم تُهدِ “لفلوفة اليوم الشعريّة” في صفحةٍ تقليديّة “إهداء… إلى…”، لكنّ فاتحَ الكتاب يدرك منذ الصفحات الأولى، وربّما منذ الغلاف، أنّ الإهداءَ لروحكَ، الغائبة في الحضور، جانيت شريكتكَ في الروح، منذ عرفتَها ولم تزلْ.

“لفلوفةُ اليوم الشعريّة”، أردتَه زادًا يقتاتُ قارئه تذوّقًا من أطايبه، تهديه نصيحةً يعملُ بها، أو تقيه عثرةً تحذّره منها. هو عصارةُ خبرتكَ في الدنيا، حياةً وعلاقات، قدّمتَها “لفلوفةً” صغيرة، تغذّي الفكرَ  إعمالاً يفيدُه في قالبٍ جماليّ.

أيّها الشاعرُ الحبيب،

شكرًا لأنّكَ جعلتَ لفلوفتكَ الشعريّةَ كتابًا، يزداد في مكتبتنا الفغاليّة ويُغْنيها. ماسةٌ في دررِ عطاءاتكَ يا صائغَ الكلمة من ألمعيّةِ نفسكَ المواهبيّة. نعدُ حالنا بأجزاءَ من فيضكَ فننعمَ مضاعفًا!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *