سحر حيدر في “أَكْتُبُني… حين أَحْبَبْتَني!!”… جاءت لتقول كلمتها وستقولها

Views: 12

وليد نجم

أَكْتُبُني… حين أَحْبَبْتَني!!

إصدارٌ جديد للدّكتورة سحر نبيه حيدر، رصّعَته بِسِحرِ بيانها، ودبّجَتْهُ من دَراري جُمانها.

لافت عنوان الكتاب بفعلين يختصران الوجدانيّةَ، وينصهران في بوتقة الذّات الغنائية، يفصل بينهما ظرفٌ دلالته الزّمانية تُحدّد فعلَ الكتابة حين يبدأ فعل الحبّ.

أَكْتُبُني يضارع الزّمن  مرتبطاً بزمان، يخلقه فعل الحبّ لمّا يستعر، فاعلُه ومفعولُه واحد: شاعرةٌ تكتب ذاتها عن ذاتها ولذاتها، وفي هذه الذّاتِ بالذّاتِ كلّ ذاتٍ تكتبُ وتحبّ، وتحبّ أن تكتبَ.

أّمّا ظرف الزّمان “حين” الفاصل بين الفعلين، فجعل من فعل الحبّ مضارعاً يتخطّى الزّمان ليغوص في الإستمراريّة المطلقة، الّتي لا تعترف بقيود….

وبعدُ،

تستهلّ الشاعرة كتابَها بخاطرة، نستذكرُ فيها ما قاله جبران: “جئتُ لأقول كلمة وسأقولها”، وهي تقول: “لن أودّع الحياة قبل أن أدوّنَ ما عشته، عايشته أو كنت شاهدةً عليه.”

قدّم للكتاب صديقُنا الدّكتور عماد يونس فغالي ليزرعَ في هذه الخميلة الأدبيّة وردة فوّاحة بعطر حروفه، ولنلج عبرها إلى سائر النّصوص الغنيّة بما تناسق فيها من عمق المضمون، مع سلاسة التّعبير.

 

وهكذا يستقبلُك النّصّ الأوّلُ “همس قلب…”، وما الهمس سوى هذه الوشوشات الصّافية يهمسها القلب، ويلامسها الحبُّ:

“قالت: اكتبني

عند حرف الحنايا

في متن راحتك اليمنى…

إن خطرتُ،

فسكبْتَ الكلمات فوق الورق”…

وَمِنْ القلب الهامسِ وشوشاتٍ تلامس شغاف القلب تروح بنا سحر حيدر لنغبّ من خوابيَ معتّقةٍ، “إمرأةَ الوعد”… في نصّ نثريّ صرف يهيمنُ عليه النّمطُ الوصفيّ بلغة حروفُها مسبوكةٌ إنسباك الذّهب يَصْقَلُهُ صائغٌ محترف: “عاشقةٌ هي، حتّى الثّمالة. أمرأةُ الوعي والصّبح المشرق والحياة الصّاخبة. (tokyosmyrna) ناضجةٌ منذُ الأزل. حرّةٌ منذ الفجر الأوّل”…

الحرّية قيمةٌ لا تُثمّن، في “حكاية امرأة اللا”…

لا أبوح بسرٍّ إن قلت: قرأت الكتابَ بتروّ وإمعان، قرأتُه بشغف ونهم، وأحسست ما فيه، وما من نصّ إلّا واستوقفني متأمّلاً متبحّراً… كلّ النّصوص في الكتاب أحببتها، أمّا “حلم طفلة” في الصفحة ٩٨، “طفلة صغيرة تسابق الأطيار إلى أعشاشها، وتزرع الحياة النّابضة في الشّقوق اليابسة”… فغمر الدّفءُ فيه قلبي.

مباركٌ جديدُك دكتورة سحر حيدر وأتحفينا بمزيد من أدبِك الّذي لا ينضب.

           بيروت في ٩ حزيران ٢٠٢٢ 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *