مريم شقير أبو جودة… نصف قرن من التألق الاعلامي والنجاح المهني في صحافة “الزمن الجميل” 

Views: 585

نعيم شقير

 

*لمناسبة تكريم الإعلامية والكاتبة مريم شقير ابو جودة على مسيرتها الإعلامية والثقافية، مع مجموعة من الفنانين اللبنانيين والسوريين والمصريين  في مهرجان “الزمن الجميل” الذي أقيم في كازينو لبنان.

 

جيش من المحبين تقدم المدعوين ..

لم تتسع له صالة السفراء فتوزع في الانحاء ..

لم تلحظه العدسات ولا لجنة الاستقبالات ولا البروتوكولات ..

المكرمة مريم التي راكمت الانجازات واحدا تلو الآخر على مدى نصف قرن او اكثر ..

مريم المكرمة من البدايات، من زمن الابيض والاسود، الزمن الجميل، زمن عمر الشريف وافتتاح الهوليداي ان في اول مباراة لبطولة العالم في البريدج، التي برع فيها النجم الساحر عمر الشريف، اللبناني الأصل، الذي استطاعت مريم ان تفوز منه بسبق صحفي تنافس في خوضه اسماء كثيرة، لكنه كان من نصيب صحافية تحت التمرين كسبت الرهان ولفتت انظار العملاق سعيد فريحة الذي افرد لها اللقاء على صفحات مجلة الصياد وسط ذهول ابناء الكار الكبار ..

مريم المكرمة منذ ذلك الحين، بدأت بلقاء عمر الشريف شاغل الشرق والغرب وساحر هوليوود، واصبحت لا تفارق المصور جوزف ابي رعد الذي وضعه الاستاذ سعيد فريحة في تصرفها لاصطياد المواضيع التي تهم اللبناني، في السياسة وفي العيش وفي الوجع وفي النجاح ..

 

كانت رحلة الصباح تبدأ مع المصور وتذهب الى الحدود الاربعة طمعا بلقطة ناجحة تتربع على صفحة جريدة او مجلة .. 

ولان سعيد فريحة مدرسة في الصحافة، كان يريد للصحافي ان يكون متمرسا في شتى الميادين، في الثقافة كما في السياسة في الشعر كما في الاقتصاد، في امتطاء عدسة للفوز بلقطة، في ميادين كثيرة حتى يتشبع من المهنة ويستحق لقب صحافي ..

ومنذ ذلك الحين ومريم تذهب الى العمل صباحا والى تغطية اخبار المجتمع مساء، فقد كانت بيروت في عزها الذهبي وكانت فنادقها تعج بالملوك والرؤساء، وكانت مطاعمها تزدحم بالجنسيات، وفي ذلك العام فازت جورجينا رزق بلقب ملكة جمال الكون، ولم تفلت من لقاء مريم التي اجرت معها اول لقاء احتل غلاف مجلة الصياد، ومنذ ذلك الوقت ومريم تتنقل من مطبوعة الى مطبوعة حتى تمرست في شتى الاختصاصات، وصارت ترافق الخبر منذ كتابته بالحبر الى طباعته بالفرن الحراري وصولا الى ولادته على صفحات الجريدة ..

تتلمذت على ايدي الكبار ابتداء من سعيد فريحة مرورا بعلي امين ورافقت اسماء لامعة وعاصرت زملاء وزميلات ممن تتربع تواقيعهم على الصفحات الاولى ..

ومن الادب الى الشعر ومن الهمس الحميم الى كلام في الحب ومن عزيزتي مريم الى صدى السنين، ومن اسم وخبر الى صفحات المجتمع، كانت لمريم محطات مشرقة اخلصت فيها للمدرسة الاولى لدار الصياد التي وجدت فيها البيت والعائلة والخبز والملح والحبر ..

 

خمسون عاما ولم تتعب مريم من الركض خلف الخبر .. سلاحها الحبر وعطرها الصدق .. مرت عليها الحرب ولم تنل من عزيمتها، بل دفعتها الى الغوص اكثر في ميدان الصحافة ..

كانت تغيب عن بيتها وتتابع عملها مع ثلاث بنات هن اغلى ما تملك اضافة الى جيش من المحبين الذين وجدوا في مريم الملاذ حين ضاقت بهم السبل ..

لم تقفل بابها في وجه احد ..

لم ترد طلبا لسائل ..

كانت تتقاسم طعام بناتها مع المحتاجين ..

وكانت تقدم النصح للمستحقين وغير المستحقين ..

اليوم تكريمها في صالة السفراء ..

اليوم عاد الزمن الجميل ..

اليوم اشرقت الوجوه بنور ربها ..

الف مبروك ايتها الغالية ممن رافق رحلة العذاب معك وممن حصل على كمية من حبك تكفي لاغراق مدينة بنهر جارف من الحب والوفاء والحنين للزمن الجميل ..

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *