الأسئلة الساذجة

Views: 362

خليل الخوري  

غريب أمرنا، في هذا الوطن الصغير المعذّب، إذ بتنا في غابة يأكل الواحدُ الآخرَ، ويقاتل الأخ أخاه، ونغرق في مستنقع التفاهة والسطحية والسفسطة والسفاهة وانهيار القيَم (…) ناهيك بالفقر والجوع والإذلال وامتهان ما تبقّى من كرامة.

هل كنا هكذا من زمان، وكنا غافلين عن واقعنا نغطّي الحقيقة بستار من الجهل والبلاهة وبريق المظاهر الكاذبة؟!.

أو أن هذا السؤال هو من السذاجة المفرطة؟

أمّا والسؤال على السذاجة، فلا بد بإلحاقه بما يماثله، ممّا تُعرَفُ أجوبته سلفاً:

كيف لا يستطيع صاحب الوديعة أن يسحب دولاراً واحداً (فريش موني) من أمواله، بينما تتمكّن المنصّة من تقديم ما يراوح يومياً بين 70 و100 مليون دولار أميركي عداً ونقداً؟!.

لماذا كلهم يطالبون (وبأي إصرار!) باستقلال القضاء، بينما القضاء في «ذروة» استقلاله ما شاء الله؟!.

كيف يمكن أن تُمنح عشرات آلاف الشهادات الجامعية (وبعلامات التفوق والتقدير) وهي مزوّرة، ولم نعرف أن أياً من تلك «الجامعات» قد أقفل، وأن مسؤولًا عن هذه الجريمة الشنعاء قد اعتُقِل؟!.

كم من الذين نجالسهم، باستمرار، نناديه بـ»يا دكتور» ونحن نعرف أنه ليس إلّا الثلاثة أخماس الأخيرة من تلك الكلمة؟!.

كم مرة جرّبنا الخارج، وراهنّا عليه، لنكتشف أنه «باعنا بقشرة بصلة» كما يقول المثَل السائر، وما زلنا نراهن لنُرْتَهَن؟!.

مَن مِن «الرعايا» التي تزحف أمام الزعيم وتفتديه «بالدم والروح» تجهل أن هذا الزعيم كاذب هنا، وجبان هناك،  وسفّاح هنالك، وخائن في مكان آخر، ومتاجر بالناس وهمومها في مكان خامس، ولاهث وراء المال الحرام في مكان سادس، وفاسد في كل مكان وكل حين؟!.

مَن منّا لا يعرف اللصوص (كبارهم!) بأسمائهم واحداً واحداً، ثم يناقشك مدافعاً عن عفتهم، ومقدّساً على أذيالهم؟!.

ولأن لائحة الأسئلة الساذجة تطول نختصرها بالآتي: أليس أنهم باعوا الغاز والنفط قبل أن يستخرجوهما من الأعماق تحت قعر البحر، لأنه ما أن يحين موعد التنقيب والاستخراج والتسويق (إذا حان) تكون الديون، التي تراكمت طوال السنوات المقبلة، وقد ضاقت بها جيوبهم وخزائنهم في الداخل وخصوصاً في الخارج، قد فاقت المردود (على حد ما قال لنا أمس صديق عزيز)؟!.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *