امرأة أشعلت شمعة…
د. دورين سعد
في ذاك المكان
الذي يرقد فيه الأموات
وتنام فوق روابيه ذاكرة الزمن،
أَشعَلت تلك المرأة آخر شمعة…
ذاك الدم الذي تخثّر في عروق العمر،
ما عاد ينبض في قلب الّلحظة…
ما عاد يحرّك شجن الوقت
بعد أن نضجت على القبر تلك الدّمعة…
يا وجع الورقة
بعد أن جلدوا السّطر
وصار الحبرُ يذرف دمًا،
وصارت كلّ المعاني بلا معنى…
يا حرقة العمر بعد أن جُرح الهواء
وهجرتِ البحر آخر موجة…
فتكدّست كلّ الّلحظات في لحظة…
وصار الجرح غائرًا في الّلحم
كلّما قلّبته،أنَّت آخر دمعة..
كلّ الفراشات التي رقصت
حول الضوء،
هجرت الضوء،
حين جذبها ضوء سكّين غرسوه
في قلب امرأة أشعلت فوق قبر والدها آخر شمعة…
